مضى عامان على مذبحة ساحة النسور، في حي المنصور في بغداد، التي ارتكبها، في 16 سبتمبر (أيلول) 2007 عناصر من شركة بلاكووتر الأمنية الخاصة، التي تعمل مع الجيش الأمريكي في العراق، وراح ضحيتها أكثر من 17 مدنيا عراقيا. عن هذه الشركة، كتب جيرمي سكاهل في مجلة «ذي نيشن» أخيرا، مستهجنا بقاءها في العراق واستمرارها في العمل، بعد سنتين من تلك الواقعة الشنيعة. ويقول سكاهل: على الرغم من إعلان الحكومة العراقية في وقت سابق من هذا العام أنها ألغت ترخيص عمل شركة بلاكووتر، تواصل وزارة الخارجية الأمريكية السماح لعناصر هذه الشركة في العراق، بالبقاء هناك بكامل أسلحتهم. وقد ذكر مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية أن بلاكووتر، التي استبدلت اسمها أخيرا باسم «زِي»، تعمل الآن في العراق تحت اسم «مركز التدريب الأمريكي»، وسوف تواصل وجودها المسلح في البلاد حتى 3 سبتمبر (أيلول) على الأقل. وهذا يعني أن هذه الشركة ستكون قد بقيت في العراق نحو سنتين بعد أن قتل أفرادها 17 مدنيا عراقيا في ساحة النسور في بغداد. وقال مسؤول أمنٍ دبلوماسي في وزارة الخارجية الأمريكية، إن أفراد هذه الشركة المرخص لهم بالعمل بموجب ذلك الأمر، مسموح لهم بمواصلة حمل السلاح حتى الوقت المذكور. وأضاف أن هدف ومهمة المتعاقدين الأمنيين الخصوصيين مع وزارة الخارجية الأمريكية، محصوران في توفير الحماية للدبلوماسيين الأمريكيين والمرافق الدبلوماسية الأمريكية، وأنهما دفاعيان في طبيعتهما. ولكن هذا التوضيح، لا يعني شيئا بالنسبة إلى العراقيين، كما يقول الكاتب . لأن أفراد بلاكووتر الذين تورطوا في مذبحة ساحة النسور في 16 سبتمبر (أيلول) ،2007 كانوا يعملون بتلك الصفة ذاتها. وينقل الكاتب عن المستشار العراقي في لجنة خدمات الأصدقاء الأمريكيين، رائد جرار، قوله إن الناس في العراق، قد فهموا أن بلاكووتر لم تعد تعمل في البلاد؛ وأنها طردت وألغي ترخيصها. وما يعتقده الناس أنها رحلت بالفعل. ولذلك فإن معرفتهم باستمرار وجودها ستكون مصدر قلق لهم. ومن الناحية الفنية، تضع لغة تشريع اتفاقية القوات، الذي دخل حيّز التنفيذ في 1 يناير (كانون الثاني) 2009 المتعاقدين مع وزارة الدفاع الأمريكية، تحت سيطرة القانون العراقي، ولكن يبدو أن الشركات المتعاقدة مع وزارة الخارجية، مثل بلاكووتر، وتريبل كانوبي، وداين كورب، مستثناة من ذلك وليس معروفا ما إذا كان ذلك قد لعب دورا في استمرار وجود بلاكووتر في العراق.