لقد قالها عدو الله تحديا للبشر وعصيانا لخالق الجميع حينما قال لعنه الله: (فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين). وفي سبيل تحقيق رغبته اللعينة يطرق كل الوسائل لكي تجرف الإنسان عن الطريق السوي. إما بالغلو في الدين أو بتيسير سبل التسيب والانحراف. وكلا السبيلين يؤديان إلى الهلاك الذي لا يريده الله لعباده المؤمنين. ويكفينا أن نتذكر قضية الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه وعن إخوانه المشهود لهم بالجنة من الصحابة وهو من ضمنهم. لقد هجم عليه الخوارج المنحرفون عن الطريق السوي حينما دخلوا عليه وهو صائم ويقرأ القرآن فذبحوه ذبح الشاة. أليس هذا هو عين الانحراف؟، أليس هذا هو البديل الأسوأ من الكفر؟ أقول هذا وأنا أتذكر إعلان وزارة الداخلية منذ أيام قليلة عن اكتشاف خلية من المتطرفين الذين تدل استعداداتهم وتجهيزاتهم على أنهم أقرب إلى الخوارج الذين قتلوا من شهد له نبي الرحمة محمد بن عبد الله بأنه (ضمن العشرة المبشرين بالجنة). فهل أولئك الخوارج كانوا أكثر تدينا من سيد البشرية ومن سلكوا مسلكه القويم؟، أم إن الشيطان استزلهم فأغراهم بالكفر ولما لم يستجيبوا له استطاع أن يجتذبهم إلى طريق الهلاك من خلال التطرف الذي لا يقل انحرافا عن التسيب إن لم يتفوق عليه. والأغرب من هذا أن يكون عدد منهم ذوي درجات متقدمة في العلم والتعلم. لكن الشيطان استطاع أن يستدرجهم بأسلوب يتناسب مع اتجاهاتهم التي شجعت عدو الله على استدراجهم إلى ذلك. والأغرب من هذا وذاك أن كثيرا ممن سبقهم عادوا إلى رشدهم من خلال أسلوب المناصحة. فهلا حاول التعرف على ذلك الأسلوب قبل هؤلاء أن يسعوا إلى أن يحولوا أمن البلاد «كفانا الله شرهم وشر من قادهم إليه، إلى فوضى كما هو حادث في بلدان ليست بعيدة عنا. إذ يكفي أن ننظر شرقا وغربا وجنوبا وشمالا لنرى كيف يعيش أبناء تلك البلدان من تناحر وتخريب وانعدام للأمن. فهل أعماهم الشيطان عن نتائج الفوضى والخروج عن الوسطية التي دعانا الله إليها في ديننا الحنيف. هل أعماهم الذي استدرجهم إلى الفكر الضال عن ما فعله من سبقوهم من الخوارج بما في ذلك تحديهم لشهادة الرسول صلى الله عليه وسلم للعشرة المشهود لهم بالجنة، ومع ذلك فعلوا ما فعلوه بالخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه وأصحاب الرسول الذين أطاعوه وعزروه. الحمدلله الذي ألهم رجال الأمن في هذا البلد الآمن إلى التعرف عليهم وعلى خططهم الهدامة التي لا تبني ولكنها تهدم. ومن ثم استباق خططهم والعمل على إحباطها قبل أن تشعل النار في مجتمع آمن مستقر. إن الواجب على كل واحد منا أن يكون عونا لله ورسوله، وشريعتنا الغراء في أسلوبها الوسطى البعيد عن الإفراط أو التفريط،اللذين مصير فاعليهما ضلال في ضلال. فلنتق الله ونحافظ على ديننا وأمننا وألا نجعل للمفرطين ولا المفرطين مكانا بيننا. حمانا الله ومقدساتنا من كل متطرف أو منفلت. ووفق حكومتنا ورجالها في حماية الدين والوطن من هؤلاء وأولئك. إن الله على كل شيء قدير. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 112 مسافة ثم الرسالة