قال الله سبحانه في محكم التنزيل: «وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا». لأن الإفراط يؤدي إلى خراب البيوت وقتل الأنفس ظلما وعدوانا. وقد مر علينا كما مر على غيرنا من الحكومات والشعوب مواقف أهلكت الحرث والنسل، وفرقت بين الأب وأبنائه والأم وأبنائها وسبب ذلك أن الشيطان يقوم ليلا ونهارا وفي كل وقت بالسعي لتنفيذ تعهده عندما قال لعنة الله عليه : «فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين». (ص. 82 – 83). ما مر علينا في اليومين الماضيين من حادث اغتيال رجلي أمن أثناء أدائهما لواجباتهما الأمنية بواسطة خارجي أضله الشيطان وأغواه فجعله عمله الضال نصيرا للشياطين وعدوا للمؤمنين، والنتيجة أن الله سوف يجزيه بما يستحقه مقابل أسلوبه المنحرف. وأمر الخوارج ليس جديدا على البشرية وإنما هو سلوك مطروق منذ أن خلق الله البشر والشياطين وتصارعهم مما يؤدي ببعضهم إلى الهدى والاستقامة أو يزج بهم إلى الانحراف والضلال ونار جهنم. رحم الله ضحايا الصحابة المشهود لهم بالجنة ممن كانوا ضحايا للمنحرفين الذين قادهم الضلال إلى سلوك منحرف جعلهم يسارعون بأنفسهم إلى نار جهنم. في حين أن سلوكهم الذي عملوه باغتيال الصالحين المستقيمين كان هدفه الذي زينه لهم الشيطان هو التعبد. وأي تعبد هذا الذي يزج بصاحبه إلى نار جهنم. الإفراط يقود إلى الهاوية. وأن التفريط يقود إلى المصير نفسه. أما الوسطية فهي الطريق السوي الذي يرضاه الله سبحانه فيجازي من سلكه بجنات النعيم. وفي ضوء ما سبقت الإشارة إليه أعلاه فإن الأمن الوطني يعد في القمة من متطلبات الحياة المريحة، لأن الخالق بين لعباده عن طريق الأنبياء والرسل متطلبات الحياة السعيدة، ولكن لن تكون سعيدة ما لم يكن المواطن لديه من العلوم والمعارف ما يعينه على أن يعيش سعيدا في دنياه، ولديه من العلم والاستعداد ما يجعله مطمئنا بأن سلوكه مما يقود إلى حياة أخرى سعيدة. لأن الفرد غير المستقيم حتى وإن كان سعيدا في دنياه فإن مصيره في الآخرة العذاب. وحياة الآخرة أطول وأبقى من الحياة الدنيا التي مهما طالت لن تكون كافية لسعادة يتمناها الفرد ما لم يكن مستقيما في ضوء وسطية الإسلام.. لذا فإن علينا كأفراد ومجموعات أن نتعاون ونتكاتف لكي نرضي ربنا ونؤدي عبادتنا كما أبلغنا الأنبياء والرسل عن رب الأرباب سبحانه وتعالى للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 112 مسافة ثم الرسالة