زار رئيس المؤسسة العامة للموانئ الدكتور خالد بو بشيت البارحة الأولى محافظة الليث، حيث اطلع على موقع الميناء المقترح وعقد اجتماعا مع رئيس بلدية الليث المهندس ناصر المتعب. وعلمت «عكاظ» أن رئيس المؤسسة اصطحب معه فريقا من الخبراء والفنيين لتحديد موقع مناسب للميناء، وأوضح أنه بعد إنشاء ميناء الليث ونقل سفن الحبوب السائبة وسفن البضائع العامة وسفن السيارات وسفن المواشي إلى ميناء الليث ستتاح الفرصة للاستفادة من أرصفة تلك السفن وتجهيزها لاستقبال سفن الحاويات، بصفتها السفن التي تسعى الموانئ العالمية للمنافسة على خدمتها. وبين أن المردودات والإيجابيات لإنشاء هذا الميناء الذي يعد إضافة اقتصادية لمنظومة الموانئ السعودية ودليل على قوة اقتصاد المملكة، وامتداد لمسيرة التنمية الحضارية والاقتصادية فيها كثيرة جدا، فهو يخدم محافظة الليث والمحافظات والمدن والقرى القريبة منها التي يتوقع لها أن تنتعش لتوفر مقومات الاستثمار والتطوير وجذب رؤوس الأموال للاستثمار فيها. من جانبه قدم رئيس البلدية عرضا عن أبرز المشاريع البلدية والخدمية والتي من المزمع إقامتها في المحافظة ومنها تطوير كورنيش الليث والوسقة وإنشاء منطقة مستودعات ومناطق صناعية ومعرفة قدرة إسهامه في حال تشغيل وتطوير ميناء الليث في مساندة وتكميل ميناء جدة الإسلامي من خلال نقل بعض الخدمات إلى الميناء الجديد. واقترح العرض أن يبدأ ميناء الليث على مساحة 10 كيلو مترات مربعة على أن يستقبل السفن الخاصة بعدد من الخدمات من ميناء جدة ومنها: سفن الحبوب السائبة، وسفن السيارات، وسفن المواشي، وسفن البضائع العامة. وينتظر أن تربط جدة بخط السكة الحديدية المزمع إنشاؤه لنقل البضائع بين المنطقة الغربية والمنطقة الشرقية، ودراسة تسيير رحلات بحرية سياحية من ميناء الليث إلى جزيرة جبل الليث، بعد تأهيلها لذلك من قبل المستثمرين وإنشاء عدد من الفنادق والمنتجعات والقرى السياحية بها. أما مدير مرفأ الليث السابق محمد بايزيد فقال: إن الميناء بدأ كمرفأ صغير لصيادي الأسماك نظراً لتوفر الأحياء البحرية حول شواطئه ومياهه، إضافة إلى تشكيلات من الجزر البحرية المتميزة بقربها من الشواطئ كجزيرة «سلاب، وشريفة، ودعامة، وجبل الليث» ونال شهرته على مستوى الملاحة البحرية بعد اندثار ميناء «السرين» الواقع جنوب مدينة الليث، ذلك الميناء الذي أنشأه الفرس واستمر حتى نهاية القرن الثامن الهجري. ولفت إلى أن الباحث إسماعيل البركاتي أشار إلى أن ميناءي الليث والقنفذة كانا لهما ارتباطا وصلات تجارية مع ميناء جدة إبان فترة العهد العثماني، حيث كانت تصدر منتجات منطقتي تهامة والسراة مثل: الدخن، والذرة، والسمن، والمواشي، وكذلك بعض المنتجات والآلات كالسيوف، والجنابي التي كانت تصنع في منطقة رجال ألمع بعسير وتصدر عن طريق ميناء الليث إلى جدة ومنها إلى بعض الموانئ الأخرى، كما كان يستقبل المنتجات التي تحتاجها منطقة الليث والمناطق المجاورة من المنتجات التي تصنع في جدة وغيرها من الموانئ الأخرى عن طريق المراكب الشراعية وبعض السنابيك.