أكد ل «عكاظ» وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي الدكتور زياد ميمش أنه لا يحق لأي مستشفى رفض استقبال وعلاج مرضى انفلونزا الخنازير، قائلا إن على جميع المستشفيات تطبيق الأمر الملكي الصادر في هذا الشأن دون أي تقاعس، وسيتم خلال الأيام المقبلة إمداد جميع المستشفيات الخاصة بعلاج هذا المرض. وردا على سؤال عن رفض مستشفيات (تحتفظ «عكاظ» بأسمائها) استقبال حالات انفلونزا الخنازير بعدة ذرائع، أشار إلى أن الخطابات أرسلت من مكتب الوزير إلى جميع القطاعات الصحية في المملكة، والقرار واضح ويجب على المستشفيات تعميمه على جميع أقسامها وإداراتها لاستقبال الحالات المشتبه بها أو المصابة لعلاجها مجانا. وأضاف لا عذر لأي مستشفى خاص يرفض استقبال المرضى بحجة عدم توفر التحاليل المخبرية، حيث إن بإمكانه إرسال التحاليل إلى المختبرات الإقليمية الحكومية. ولفت إلى أن وزارة الصحة بدأت بإجراء تحاليل انفلونزا الخنازير في ثلاثة مختبرات. والآن تجرى في 13 مختبرا تشمل مختبرات الوزارة، مستشفى الحرس الوطني، مستشفى الملك فيصل التخصصي، المستشفى العسكري، والمستشفى الجامعي. وعن منع إجراء التحاليل في المستشفيات الخاصة، قال إنه تم بناء على قواعد علمية؛ لأن منظمة الصحة العالمية أقرت إجراء الفحوصات في مختبرات مركزية مجهزه بأجهزة حديثة وأخصائيين مدربين، حتى لا تكون هناك تحاليل مشكوك في صحتها. وأضاف أن الأمر الملكي الصادر يوم الأربعاء الماضي لا يقتصر على مستشفيات القطاع الخاص وإنما يشمل جميع المستشفيات بما فيها العسكرية والتخصصية في مختلف المناطق. ورصدت جولة ل «عكاظ» امتناع عدة مستشفيات في الرياض عن علاج حالات انفلونزا الخنازير مجانا، حيث رفض مستشفى تخصصي استقبال أي مريض ليس لديه ملف في المستشفى بحجة أنه لا يمكنه استيعاب مرضى جدد. كما رفض مستشفى خاص استقبال أية حالة لانفلونزا الخنازير بذريعة عدم توفر العلاج، وحول خلال اليومين الماضيين حالات مشتبه في إصابتها بالمرض إلى مجمع الرياض الطبي لتلقي العلاج هناك. وتعلل مستشفى خاص آخر لرفض استقبال الحالات بقرار وزارة الصحة منع إجراء التحاليل في مختبرات المستشفيات الخاصة. وبينما تذرع العاملون في مستشفى خاص بأن إدارة المستشفى لم تبلغ الأقسام بعلاج المشتبه بهم أو المصابين بانفلونزا الخنازير مجانا، قال عاملون في مستشفى آخر إن القرارات المبلغة لهم من قبل الإدارة تمنع استقبال أية حالة مصابة وتقديم العلاج لها مجانا. وعلى صعيد آخر كشف ميمش خلال ورشة عمل حول المستجدات العلمية عن مرض انفلونزا الخنازير نظمتها غرفة الرياض أمس بالتعاون مع وزارة الصحة أن القطاعات الحكومية ستبدأ في إعطاء موظفيها ندوات خاصة لتوعيتهم بالمرض. ونفى وجود إحصائيات دقيقة عن نسبة المصابين في القطاع الصحي، مؤكدا في الوقت نفسه أن المملكة ستكون أول دولة في الشرق الاوسط تستخدم نظام الترصد الوبائي وذلك لتوفير المعلومات الدقيقة لمتخذي القرار. وأوضح أن اللقاح المضاد لانفلونزا الخنازير في طور التصنيع وستعمل عليه دراسات عديدة لترخيصه عالميا ومن ثم توزيعه على الدول حسب الأولويات. وستحصل المملكة على كميات معقولة منه بسبب محدودية كميته. من جهة ثانية باشر فريق من مركز مراقبة الأمراض في ولاية أتلانتا الأمريكية العمل مع وزارة الصحة لتقديم الاستشارات واتخاذ خطوات أولية لتطبيق نظام إلكتروني متطور لاستقصاء حالات مرض انفلونزا الخنازير وغيره من الأمراض الموضوعة تحت الاستقصاء الوبائي في الحج والعمرة. وأوضح المتحدث الرسمي لوزارة الصحة أن هذه الخطوة تأتي من أجل ضمان سلامة الحجاج والمعتمرين، لافتا إلى أن المملكة تعتبر أول دولة في الشرق الأوسط، والثالثة على مستوى العالم التي تطبق النظام الذي يحقق فائدة كبيرة في إيصال المعلومات الوبائية بسرعة عالية ودقة متناهية لأصحاب القرار. وقال عضو الفريق الأمريكي الدكتور تاديس ووهيب إن الفريق جاء إلى المملكة بدعوة من وزارة الصحة لمتابعة التوصية الخاصة بجزئية نظام الاستقصاء الوبائي لانفلونزا الخنازير التي وردت في توصيات ورشة عمل جدة التي نظمتها وزارة الصحة أخيرا. ومن جانبه أوضح المشرف العام على برنامج الوبائيات الحقلي في الوزارة الدكتور محمد المزروع أنه سيتم يوم السبت المقبل تنظيم دورة لتدريب المدربين على تطبيق هذا النظام.