نشرت الصحف قبل أيام قصة اكتشاف امرأة صدفة أنها مطلقة، حيث عثرت على ورقة الطلاق في أحد الأدراج، وعندما واجهت طليقها وسألته عن ورقة الطلاق اعتدى عليها بالضرب. بعدها توجهت إلى المحكمة ورفعت قضية على طليقها لفسخ عقد النكاح، هذه القصة تطرح سؤالا مهما: ألا يعد صك الطلاق حقا من حقوق المرأة؟ ومن أولى به هي أم الزوج؟ موضوع الطلاق وإجراءاته لدينا يحتاج إلى إعادة نظر، فالرجل يذهب إلى المحكمة ويقوم بتطليق زوجته ويأخذ ورقة أو صك الطلاق دون علم المرأة، كما حصل مع هذه المسكينة وغيرها كثير، مطلقات ولا يعلمن بذلك. من المهم أن يتم إشعار المرأة بطلاقها وذلك بإحضارها إلى المحكمة أو عن طريق المأذون الشرعي، وأن تستلم صك الطلاق بنفسها فهي أحق من الرجل بهذا الصك، لأن فيه إثبات لها هي أنها ليست على ذمة رجل آخر. ولو تخيلنا أن امرأة مطلقة دون علمها ظل زوجها يعاشرها ثم حملت منه وأنجبت. فكيف يكون مصير هذا الابن؟ وماذا سيطلق عليه؟ وكيف تكون نظرة المجتمع له؟ إذا كان عند اقتران الزوجين لابد من أخذ موافقة الزوجة وولي أمرها ويكون هناك شاهدان على عقد القران، ويوثق ذلك كله عن طريق المحكمة، فمن باب أولى أن لا تهمل قضية طلاق المرأة وقرار إشعارها بيد الزوج وحسب مزاجيته إن أراد أخبرها، وإن أبى فله ذلك فتقع المرأة. القضاء عبر عن تلك القصة وما يشابهها بما نصه: (إذا ثبت أن الزوج يعاشر زوجته وهو مطلقها طلاقا بائنا، فهي محرمة عليه شرعا، ويعد ذلك زنى صريحا ويجب أن يقام عليه حد الزنا). ضيف الله مناور البدراني الحناكية