لا أدري كيف أربط بين موضوعي اليوم ومناسبة علمية سوف أشارك فيها غدا في فنلندا، وهي مؤتمر متخصص في الرياضيات، وليعذرني قارئي الكريم فأنا لن أتحدث عن موضوع شخصي وإن بدا كذلك، لكنه موضوع يرتبط بالمرأة السعودية التي أصبحت شغل وسائل الإعلام العالمية الشاغل. صحيح أننا بحاجة إلى إحداث الكثير من التعديلات على عدد من الأنظمة الإدارية المتعلقة بحقوق المرأة، وأنا هنا أقصد الأنظمة والقوانين التشريعية البشرية التي يفترض أن تتطور مع الزمن ومتغيراته ولا أتحدث عن القضايا التي حسمها الإسلام والتي لا تحتاج منا إلا إلى الفهم الصحيح والتطبيق السليم، اقتداء بسنة نبينا المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام، لكن مقالي يتحدث عن إيصال الجانب الإيجابي فيما وصلت إليه المرأة السعودية. ومن وجهة نظري فإن للمرأة السعودية، رغم كل ما يقال، فرصا جيدة لإثبات وجودها من خلال تميزها في مجال تخصصها ومشاركتها في المؤتمرات والندوات العلمية المتخصصة؛ لأن هذه المشاركة هي أبلغ رسالة توصلها إلى العالم بأن المرأة السعودية، بعكس ما تصورها وسائل الإعلام، تمتلك المعرفة والقدرة على الإسهام في الحضارة الإنسانية من خلال المشاركة الفعالة في الأبحاث العلمية. ومن تجربتي المحدودة في المشاركة في المؤتمرات العلمية العالمية فإن الكثير من الحضور يشغلهم موضوع مشاركة المرأة السعودية أكثر مما يشغلهم بحثها الذي ستلقيه، وقد يكون هذا الاهتمام نافذة للمعرفة تستطيع من خلالها المرأة السعودية بسلوكها ونقاشها أن تغير معلومات خاطئة كانت في أذهان الكثيرين وتوضح الصورة الإيجابية ليس عنها كامرأة سعودية فحسب بل عن بلدها بأسره وعن عقيدتها الإسلامية. إن الكثير ممن قابلتهم في تلك المناسبات رجالا ونساء، تكون الصورة النمطية لديهم عن السعودية أنها بلاد النفط، وأن المرأة السعودية ليست متعلمة، وحتى المثقفين منهم تكون صورة المرأة السعودية غامضة لديهم، فعلى سبيل المثال ذكر البروفيسور الياباني تاكاي المشرف علينا أثناء البرنامج التدريبي في اليابان وكنا اثنتي عشرة امرأة، أنه زار السعودية مرتين بقي فيها لمدة شهرين، ولم تتح له فرصة مناقشة المرأة السعودية ولم يعلم عما وصلت إليه من مستوى علمي وثقافي متميز إلا من خلال مشاركتها في البرنامج التدريبي، وهو أستاذ جامعي من الممكن أن ينقل هذه الصورة إلى شريحة كبيرة من اليابانيين من خلال طلبته وزملائه. وقد يتساءل البعض عن أهمية نقل صورة إيجابية إلى العالم عن المرأة السعودية، وأننا لسنا بحاجة لإثبات وجودنا لديهم، أقول إن الإسلام والمسلمين غالبا ما يتهم بسوء معاملة المرأة إما جهلا أو نتيجة التأثير الإعلامي العالمي بما يقدمه من صور سلبية عنها، وما زلنا بحاجة إلى الكثير من الجهد لتغيير هذه الصورة، ذلك أننا مجتمع يحمل رسالة سامية نحتاج دائما لإبرازها للعالم من خلال تعريفهم بواقعنا وما استطعنا تحقيقه من إنجازات وأحدها نجاح تجربة السعودية في مجال تعليم المرأة في زمن قياسي. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 135مسافة ثم الرسالة