يتطور الفكر الإجرامي بتطور التفكير الأمني المقاوم له، وهو الأمر الذي يستدعي تحديثا دائما لوسائل وآليات مكافحة الجريمة وفق دراسات ترصد على نحو استباقي طرائق تفكير المجرمين وتضع الخطط المختلفة لإجهاض ما يسعون إليه من إضرار بالمجتمع ومساس بأمنه واستقراره. التحديث الدائم لأساليب مواجهة الجرائم هو الذي مكن رجال الأمن وحرس الحدود من إحباط محاولات تهريب المخدرات إلى داخل المملكة، كما مكنهم كذلك من ضبط المستقبلين لهذه المخدرات والمروجين لها على رغم غموض طرق التهريب وتعدد وسائله، وقد كشفت الضبطيات التي أعلن عنها أخيرا عن اعتماد سبل وطرق جديدة في إخفاء المخدرات تتسم بالفنية والاحتراف، حيث تم إخفاؤها في الأسقف المستعارة وداخل أعمدة توازن السيارات والبرادات وبطاريات الشحن وبين أجهزة تشغيل السيارات وفي عبوات المشروبات الغازية، إضافة إلى إخفائها داخل الأحذية، وقد تنوعت هذه المخدرات بدءا من الحشيش وانتهاء بالهيروين مرورا بحبوب الكبتاجون. وتكشف الطرق الفنية التي اعتمدت لإخفاء المخدرات المهربة عن أننا نواجه عصابات منظمة تستعين بكوادر فنية مدربة ذات خبرة واضحة في التهريب وطرق إخفاء المواد التي يريدون تهريبها، كما تكشف الجهات التي تم ضبط عمليات التهريب فيها والمتمثلة في الحدود البرية الجنوبية والبحرية الشرقية عن أن هذه العصابات الإجرامية تتخذ أكثر من بلد قاعدة لها لانطلاق عملية التهريب إلى المملكة. غير أن الأخطر من ذلك كله هو تورط عدد غير قليل من السعوديين في عمليات التهريب، وهو الأمر الذي يستدعي تدعيم جبهتنا الداخلية لمنع استدراج المواطنين إلى هذه الأعمال المشينة التي تكشف عن أن أصحابها لا يستشعرون وازعا دينيا أو حسا وطنيا يمنعهم من الانخراط في هذه الأعمال. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة