بعض المناطق في بلادي يصعب اختزال جمالها ومقوماتها في مقالة، والقطيف إحدى ورود باقة مدن المملكة التي زرتها أخيرا بعد حائل وتبوك .. ولفت انتباهي الكثير ليس متاحا ذكر تفاصيله، إلا أن حس المرأة القيادي وحس الإبداع الفني الذي يلمسه الزائر لبعض التفاصيل جدير بالتطرق إليه. يقال إن معنى كلمة قطيف يأتي من جذر الكلمة وهو «قطف» أي جني أو قطاف المحاصيل اليانعة وقت حصادها، وللكلمة مجموعة معان اخترت القطاف منها لأنه أبلغ تشبيه لما يجنيه المجتمع من فتياتنا هناك، حشد من السيدات المتحمسات لاستضافة من يشاهد تلك المنطقة ويتعرف عليها حتى أصبحن «قطيفا مخمليا في داخل القطيف»، تتلبسهن روح المخمل وهو «قماش القطيفة» الفاخر. لفت انتباهي لوحات تشكيلية لونتها فنانات المنطقة التشكيليات ليست معلقة في معرض فني! زوار المنطقة عندما يعبرون إلى جانب الكورنيش يعلمون عن ماذا أتحدث، ومرتادو الكورنيش لا يجلسون على مقاعد تقليدية، لأن كل مقعد تحول مسنده إلى لوحة فنية تم تشكيلها للاستمتاع بالبحر واللون ولمسات الريشة المغموسة بروح الأنوثة وعشق الوطن، لوحات بلون العلم السعودي الأخضر الذي رسم على أحد المقاعد الحجرية بأسلوب مفعم بالعذوبة وخريطة السعودية تتوسطه، ورمز النخلة بفيض الكرم الذي يطل من تفاصيل لونية غزيرة متناغمة امتدت إلى تلوين حاويات القمامة الحجرية التي يحتاج المتجول على الكورنيش للتدقيق حتى يفهم هل هي قطعة فنية أو حاوية نفايات تم تشكيلها بالأشكال الهندسية والألوان الزاهية. لوحات تنبض بتفاصيل بيئة المكان وروح الإنسان القطيفي .. قوارب الصيد والمرسى .. المنازل الطينية القديمة وملامح الليل والنهار، اليابسة والماء، الطين وحمرة الغسق، رسمت كأجمل ما تكون اللوحات المعبرة عن روح البيئة تختزن في خطوطها تفاصيل مجتمع تمتزج رائحة البحر لديه بأشجان النوارس. كل ذلك الثراء البصري محفوف برغبة في التعريف بالمنطقة وتفاصيلها، عندما تعبر على طول الكورنيش ستجد اللوحات التشكيلية الثابتة على المقاعد تطرزها أسماء الفنانات التشكيليات الموقعات على تلك اللوحات البديعة. أتمنى استلهام تجربة تشكيل مقاعد كورنيش القطيف الجميل، وأن يتاح للمبدعات والمبدعين في مدن المملكة الغافية على شواطئنا أو مناطق الاحتفالات في مدن أخرى استثمار الذائقة الفنية والبصرية كما يجب، لماذا لا نطلق العنان لقريحة مرتادي متنزهاتنا البحرية وغيرها ويتاح الرسم والتشكيل وتقام مسابقات لأجمل الجداريات؟ وأين جمعية الثقافة والفنون والكليات المتخصصة، ولماذا لا ينسقون مع أمانات المدن لتبني هذه الافكار؟ بنات القطيف شكرا لهذا الزخم والإلهام. [email protected] للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة