عطفا على ما تناولته في مقال سابق تطرقت فيه لأهمية.. بل لضرورة التحاور مع الأبناء، للتعرف على سلوكياتهم وتصرفاتهم داخل أسوار المدرسة. وكذا مدى استجابتهم لسلوكيات أقرانهم، بغية تقييم تلك السلوكيات وفق معايير المجتمع. سعيا لتقويم وتصويب ما قد يتبدى من مفاهيم وأفعال مغلوطة.. وجنبنا إلى جنب ترسيخ القيم والمبادئ الخلاقة، وبينا أهمية ذلك الحيز (المدرسة) بوصفه يزخر ويكتنز بالكثير من السلوكيات المتباينة والمتنوعة.. المهم أن نستدرج أبناءنا وندربهم ولنقل نعودهم على البوح عن ما يعتلجهم ويروم بمداركهم وتفكيرهم. هذا هو محور موضوعنا.. لاشك أن اختيار الوقت والظرف المناسبين، يحقق للأبناء أعلى ردجة من الصفاء والارتياح، ما يجعلهم أكثر استعدادا ورغبة بالتحدث وربما أكثر حاجة (للفضفضة). ولكن وقبل كل شيء علينا أن نتذكر أن ذلك لن يتحقق إلا بتوفر عامل أساسي وجوهري وهو الإحساس بالاستقرار الأسري، إذ من غير المنطقي أن تحاور ابنك أو ابنتك في جو يفتقر للاستقرار والانسجام ما بين أفراد الأسرة.. ولنقلها صراحة من غير المتوقع أصلا أن يكون هناك حوار أو حتى استعداد من قبل والدين غير مستقرين (أسريا) تجدر الإشارة إلى أن أحد أهم مؤشرات الاستقرار الأسري هو السعي للتجمع حول مائدة الطعام (نعني بالسعي هو الدافع المعنوي والوجداني). فقد ثبت أن هناك علاقة طردية بين عدد مرات التجمع حول الموائد والاستقرار الأسري.. وبالمقابل علاقة عكسية ما بين الاستقرار الأسري وانحرافات الأبناء (كلما قلت درجة أو مستوى الاستقرار زادت احتمالات انحراف الأبناء .. والعكس بالعكس) ترى كم مرة نجتمع حول المائدة؟ مرة في اليوم! بالمناسبة يعتبر ذلك الحد الأدنى لمعيار الاستقرار. المؤلم أن هناك ثمة أسر لا يجتمعون حول الموائد إلا مرة في الأسبوع هذا في أحسن الأحوال..أليس ذلك مؤشرا وباعثا على (الاغتراب الأسري)؟ من المؤسف حقا أن هناك الكثير لايعيرون ذلك أهمية ويعتبرونه مجرد تجمع لتناول الطعام.. ليس أكثر بالمقابل هناك من يحرصون ويكابدون من أجل هذا التجمع، لوعيهم وإدراكهم بأهميته، فتجدهم يوظفونه ويستثمرونه خير استثمار. إجمالا علينا أن نعترف بإهمالنا وتقصيرنا بهذا الجانب ربما لجهلنا لتداعايته. أما بعد أن عرفنا أهمية وخطورة تجاهله أو إغفاله بات لزاما علينا الحرص كل الحرص على هذا التجمع فالعائد محفز ومغر .. ويكفينا أن نعلم ولا جدال أنه يحقق الاسقرار الأسري، والذي من دونه لا يمكننا أن نكرس في أبنائنا ما ينفعهم ويصلح سلوكهم. ونصبح والحالة تلك أشبه بالذي يطحن في الهواء أو يحرث في البحر. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 229 مسافة ثم الرسالة