لم تعد ألوان أنديتنا الرياضية وشعاراتها المعروفة هي ما يلون ساحات اللعب في الحواري، فقد صار التشجيع «كرنفالا» من ألوان الأندية الرياضية الدولية، والبركة في (رسيفرات جديدة) تساعد على التقاط بث الدوريات العالمية بالاشتراك الرخيص الذي يستطيع تحمله الشباب، أضف لهذا المقاهي التي توفر هذه الدوريات الكروية الدولية. وقد يبدو الأمر عاديا للبعض، لكنه في نظري يحتاج إلى قراءة صحيحة من الدوائر الرياضية المحلية، وهذه القراءة تشمل الانتماء الوطني، والجانب الاقتصادي للرياضة السعودية محليا ودوليا. سبب هذا الكلام أننا سمعنا من الشباب والشابات من «يلهج» بأنه لا يتابع الدوريات المحلية، وأنه صار منتميا إلى فريق إسباني، أو إيطالي، أو بريطاني، وهذا ليس سرا فهو كلام متداول في منتديات الرياضة، وسيقوله لك أي رجل، حتى صبي صغير تسأله في المقاهي التي توفر مشاهدة الكرة الدولية. هذا يؤكد حقيقة أننا نحتاج إلى دراسة دقيقة لنعرف سبب عزوف مشجعي الرياضة عندنا، وكرة القدم على وجه الخصوص، عن متابعة الدوريات الرياضية السعودية وانصرافهم للفرق الأجنبية في كل دول العالم، فهل العيب في إدارة أندية الرياضة السعودية، أم العيب في رعاية الشباب؟ أم أن العيب في مستوى الرياضة نفسها، أم أنه فقدان للثقة في هذا القطاع الاقتصادي الترفيهي الهام الذي يعزز الانتماء للوطن، أم أنه مجرد «كرنفال» لوني استعراضي للشباب جاء على شكل صرعة مؤقتة، حيث تقاسمت الأندية العالمية، والدوريات الأجنبية حصة كبيرة من مشجعينا الشباب، التي صارت تضع الفرق الوطنية في تشجيعها ثانيا وثالثا، وتقول علنا إنها لا تشجع محليا. ليس سرا أننا نرى الملاعب خلال مباريات موسمية بلا حضور أحيانا، لذلك فإن تلمس الأسباب، وإعادة الأجيال الشابة المشجعة إلى فكرة أن يكون الوطن أولا، ثم بعد هذا التشجيع العام، فالمسألة الوطنية وتأصيلها تأتي فوق أي اعتبار في التشجيع، وهي مسألة تنشئة. ربما تكون المشكلة في التسويق، والإعلام الرياضي سواء على المستوى الوطني، أو مستوى الأندية، وعدم أخذ اتحاد كرة القدم للمسألة بشيء من الجدية، وتلمس الخلل الذي سبب هذه الظاهرة، لأنها بصراحة ظاهرة عدم ثقة بالرياضة المحلية، وتنظيماتها المختلفة. أتمنى أن تقرأ الظاهرة فهي ذات تأثير في الوطنية حيث يجب أن تكون رياضتنا أولا، واقتصادنا الرياضي أولا، ثم لنشجع من نشجع ثانيا وثالثا، فلا أحد يريد منع المتعة الترفيهية لمن أرادها في أية رياضة أخرى، ورعاية الشباب اليوم وإدارات الأندية على المحك للوصول لحقيقة الظاهرة، ومراجعة التنظيم القائم حاليا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة