ما من إنسان إلا وله تجربة في الحياة، هذه التجربة التي أدركتها ويدركها أغلب الناس نعرفها جيدا ونعرف منافعها إذا عملنا بها، ونعرف مضارها إذا لم نلتزم بقانونها الصعب أيضا على كثير من البشر، ولكن السعيد الحضيض من تمسك بها، والكل يحب أن يكون متسامحا صافيا ودودا لا يعكر صفو حياته شيء ويبعد عن كل ما يرفع ضغطه ويعلي درجة سكره في الدم، يحاول جاهدا أن يكون مستهلا وجهه بالبشر بعيدا من الشحوب والرسوب، هذه الأشياء توجد في شيء بسيط قاس في ذكره على أصحاب القلوب الغليظة ألا وهو أن نحب من يكرهنا أو يحسدنا كأنما نحب أصدقاءنا. نعم يجب علينا عدم كراهيتهم حتى لا نمنحهم قوة السيطرة علينا، السيطرة على نومنا وشهيتنا وضغط دمنا وصحتنا وسعادتنا، ربما يرقصون فرحا إذا ما علموا أنهم سبب قلقنا وهمومنا! أما كراهيتنا لن تؤذيهم أبدا لكن ذلك يحول أيامنا وليالينا إلى جحيم مستعر. يقول: أيل كارينفي «إذا حاول الأشخاص الأنانيون الإفادة منك اشطبهم من لائحتك لكن لا تحاول أن تثأر أو تنتقم، حين تحاول أن تنتقم فإنك ستؤذي نفسك أكثر ما تؤذي غيرك»، إنه يسطر لنا مثالية الإنسان لا شك، ولكن النفس أمارة بالسوء دائما وأحيانا قد نختلف مع أحد في رأي بسيط ونصورهم أعداء وتبدأ ترتفع درجات الأوجاع والأمراض بأنفسنا ونكرههم ونحول تفكيرنا وشغلنا الشاغل لهم فلو أدركنا قول الله تعلى: {وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم} كان الأمر أسهل وأهون. أعرف كثيرا من النساء والرجال تملأ التجاعيد والشحوب وجوههم وتزيدهم الكراهية والحقد ولن تعيد مستحضرات العالم بأسره نضارة وجههم مثلما يفعل التسامح والمحبة والعطف. سؤال كبير أردده على أبنائي وأحبابي لماذا نجعل الكراهية تحطم حتى قدرتنا على الاستمتاع بطعامنا ونجعل أعداءنا يفركون أيديهم فرحا عندما يعرفون أن كراهيتنا لهم ترهقنا وتتعب أعصابنا وتشوه مظهرنا وتسبب لنا أمراض القلب وربما تقصر حياتنا. حتى إن لم نستطع أن نحب أعداءنا فلنحب أنفسنا على الأقل ولدرجة أن لا نسمح لمن يكرهوننا ويحسدوننا بالسيطرة على سعادتنا وصحتنا ومظهرنا، ومثلما قال شكسبير: «لا توقد الفرن كثيرا لعدوك حتى تحرق به نفسك». ربما لا نكون مثاليين كفاية لنحب من يكرهنا ولكن من أجل صحتنا وسعادتنا لنسامحهم وننساهم على الأقل وهذا الشيء الذكي الذي يجب أن نفعله. سئل ابن الجنرال «إيز نهاور» عما إذا كان والده يميل إلى تغذية الحقد فأجاب .. كلا، فوالدي لا يضيع دقيقة واحدة بالتفكير بأشخاص لا يحبهم. كما أن هناك أنموذجا رائعا في العمل الإنساني وحب التسامح ونبذ الكراهية يندرج تحت لواء هذا العنوان الملك عبد الله بن عبد العزيز بحبه للآخرين وتصفية الأجواء المشحونة بالحقد والضغينة، والبرهان ما عمله في قمة الكويت مع جميع الرؤساء والملوك والعرب ومد يد المحبة والإخاء والتصافي. وعملت دراسة تبنتها مجلة «لاين» أظهرت أن إحدى صفات المصاب بارتفاع في ضغط الدم هي: الكراهية.. حين تشتد الكراهية يزداد ارتفاع الضغط وبالتالي يصاب المريض بمرض في قلبه. فلنتوقف إذا عن الكره ونجرب ذلك في صحتنا وسعادتنا.. والله المستعان. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 177 مسافة ثم الرسالة