يعاني سكان حي الفيحاء والسلي شرق الرياض منذ خمس سنوات وجود عدد من مصانع الأسمنت والخرسانة ومواقع الخردة المتناثرة التي تتوسط الكتلة السكنية في المنطقة، الأمرالذي ﺃدى إلى ظهور الكثير من حالات الربو والحساسية لدى الكثير من سكان تلك الجهات وبنسﺐ عالية للغاية وبشكل غير متوقع. "شمس" ﺃجرت جولة ميدانية حول موقع الشكاوى، ورصدت آراء المواطنين حيال هذه المشكلة، ونقلتها إلى المسؤولين في ﺃمانة الرياض، للبحث في شأنها. قال بدر المبارك مدير مدرسة حي الفيحاء المتوسطة: "إن طلاب المدارس الموجودين في الفيحاء والسلي يستنشقون الهواء الملوث بدلا من الهواء النقي؛ نتيجة وجود مصانع الأسمنت والخرسانة فيها، إضافة إلى وجود عدد من مواقع الخردة والسكراب، مشيرا إلى وجود عماله تقوم بفرز السكراب وحرق التالف منه، الأمر الذي يؤدي إلى وجود سحابة دخان كثيفة في الحي؛ تعمل على تلوث الهواء بالمنطقة. وشدد محمد الزهري مدير إحدى المدارس الابتدائية القريبة من الموقع على ﺃهمية توفير البيئة الصحية الملائمة لطلاب المدارس، والعمل على تلافي كل ما له تأثير في البيئة وفي صحة وسلامة سكان الحي وبما لا يؤثر فيهم مستقبلا في دراستهم وحالتهم الصحية، مشيرا إلى ﺃن وجود مصانع صهر الحديد القريبة من المدرسة تعمل على تلوث البيئة المحيطة. بدورهم وجه مديرو المدارس في الأحياء المجاورة لهذه المواقع خطابات إلى ﺃمين منطقة الرياض، حيث ﺃجمعوا فيها على الضرر الذي ﺃصابهم وﺃصاب الطلاب، وﺃكدوا ﺃنه يأتي نتيجة وجود مصانع الخرسانة والأسمنت ومواقع السكراب القريبة من منازلهم، مشيرين إلى ناقلات الأسمنت تقوم بتحميل الأسمنت فوق طاقة الشاحنة، وﺃشار ﺃحد سكان حي السلي إلى ﺃن المنازل والمدارس القريبة من تلك المواقع ﺃصبحت تشكل مأوى للحشرات والجرذان، الأمر الذي يشكل خطورة على حياة المواطنين في حي الفيحاء والسلي، وﺃضاف ﺃنه يخشى على صحة الطلاب والمواطنين من استنشاقهم الهواء الملوث. ﺃكد عدد من المواطنين والمقيمين ل "شمس" ﺃن حرق السكراب داخل حي الفيحاء والسلي لا يزال مستمرا بل ازداد عن السابق، وهو ما ﺃكده سكان وﺃهالي حي الفيحاء في شكواهم للمجلس البلدي لمدينة الرياض، حيث تم توجيه شكواهم إلى الدكتور مسفر البواردي عضو المجلس البلدي لمدينة الرياض الذي ﺃصيﺐ بالدهشة من استمرار مسلسل حرق السكراب داخل الأحياء السكنية، على الرغم من وجود قرار صادر من المجلس البلدي بالرياض بوقف حرق السكراب داخل الأحياء. وﺃضاف البواردي ﺃنه تلقى عددا من شكاوى المواطنين والاستفسارات حول عدم توقف حرق السكاريﺐ داخل الأحياء السكنية، مشيرا إلى إصابته بدهشة كبيرة من استمرار مسلسل حرق السكراب في الحي رغم صدور قرار واضح وصريح من المجلس البلدي بتخفيف ﺃو وقف الحرق، مشيرا إلى ﺃن القرار واضح وصريح لافتا إلى ﺃنه تم إبلاغ القائمين على هذه المستودعات الضارة بإيقاف الحرق ﺃو تخفيفه حتى نقل تلك المواقع إلى الأماكن المخصصة لها. وطالﺐ البواردي ﺃمانة منطقة الرياض بتنفيذ القرارات والتوصيات التي خرج بها المجلس في اجتماعه الأخير بأن يتم وقف الحرق نهائيا ومحاسبة كل من تسبﺐ في هذا الضرر الكبير على المواطنين والمقيمين، مشيرا إلى ﺃن هذه الأدخنة ﺃثبتت ضررها وتلويثها البيئة وصحة الجميع وهذا لا يصح على الإطلاق". وﺃكد البواردي ﺃن المجلس سيقوم بمخاطبة الأمانة من جديد بهذا الشأن وإبلاغها بالشكاوى الجديدة حول مواصلة الحرق وتصاعد الأدخنة في هذه السكاريﺐ.