* أية علاقة إنسانية تجمع بين طرفين أو أكثر هي أشبه بمركب شراعي، بحره هي الحياة، صفوه من صفوها، والعكس صحيح. * هذا المركب الموسوم بالعلاقات الإنسانية يستمد قوته وسلامة إبحاره ومتعة رحلته وتحقيق أهدافها بعد توفيق الله من عدة عوامل يبرز من بينها توافر قدر كاف من التجانس والانسجام بين أطراف العلاقة، وتسييج هذا التجانس والانسجام بكل ما يعززهما من الثقة والحب والاحترام والتقدير المتبادل، وتشكل الثقة أهم المرتكزات وأقواها تأثيرا في متانة وديمومة وصمود المبحرين ومركبهم في وجه الطوارئ والتحديات. والثقة في مركب العلاقات الإنسانية بمثابة الشراع من حيث ضرورة توافره ونوعيته وجودته، وقد تتوافر للثقة ما تتوافر في الشراع من هذه المقومات والمواصفات الإيجابية، لكن يبقى هناك المرحلة الأهم وهي تفعيل دور هذه المقومات والمواصفات ومدى الحرص والقدرة على توظيفها بحكمة وتحكم وثبات يكفل لها تحقيق أهدافها، وإلا فلا قيمة لتوافر شراع بهذه المعايير والجودة دون توظيفه عند الحاجة، أو توظيفه من طرف وإهماله من الطرف الآخر، إي أن أي تهاون أو خلل في توظيف الشراع قد يفرق المركب بمن فيه عند هبوب أبسط العواصف، يحدث هذا على مستوى أي مركب شراعي مهما كانت جودته وقوته وتوافر كل الأدوات اللازمة لإبحاره باستثناء «الشراع» الذي لم يكن بنفس الجودة أو افتقد للتوظيف عند الحاجة، كذلك في مركب العلاقات الإنسانية قد تتوافر كل مقوماتها بين أطراف العلاقة إن لم تتعزز مقومات مركبهم بشراع متين وفعال وموائم لكل الظروف، فإن عرضه للتأثر والتعثر والضرر الذي قد يتجاوز مركب العلاقة ليصيب أطرافها فوق الشتات والضياع بما لا يمكن أن يكون في الحسبان من بغضاء وشحناء ونسف مرير وجائر، لكل هذا وسواه قد يداهم مركب العلاقة الإنسانية لضعف أو غياب «شراع الثقة» ذلك لأن بحر الحياة فيه من العوارض و«القوارض» ما هو أكثر ضراوة وضررا مما يوجد في بحور ومحيطات الطبيعة.. والله من وراء القصد. تأمل: أعجز الناس من عجز عن اكتساب الأحبة، وأعجز منه من ضيع من ظفر به منهم. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 124 مسافة ثم الرسالة