غالبا ما يكون تسرب الماء من السقف فالبيوت (تخر من فوق) كما تقول قوانين الطبيعة وحتى الخيام الرديئة الصنع حين يهطل المطر فإنها (تخر من فوق)، ولكن سكان حي السويس في جازان (مخطط ب) يعانون معاناة غريبة جدا لأن بيوتهم (تخر من تحت)!. فبفضل جهود عباقرة البلدية تم ردم شوارع الحي بارتفاع 6 أمتار حتى أصبح منسوب المياه في الشوارع أعلى من منسوب المياه في البيوت التي تحولت بفعل هذه الظروف الهندسية العجيبة إلى أقبية ومناهيل تتجمع فيها مياه الأمطار وتتسرب إلى أساساتها مما يعرضها لخطر الانهيار. وقد ظهرت بالفعل التشققات والتصدعات على جدران البيوت التي شيدها سكانها بدماء قلوبهم، وإذا لم تسقط هذه البيوت على رؤوس أصحابها خلال السنوات القليلة القادمة فإننا ننصح هيئة السياحة والآثار بالاستفادة من هذه الظاهرة غير الطبيعية الموجودة في جازان من خلال تنظيم رحلات سياحية لمشاهدة البيوت التي (تخر من تحت)!. يقول سكان الحي العجيب إنهم تقدموا بشكوى إلى أمانة جازان ولكنها تذرعت بأهمية مراعاة (الميول) كي تصل المياه إلى الشارع العام الذي يبلغ ارتفاعه ثلاثة أمتار، ويبدو أن مشكلة (الميول) لم تعد حكرا على الصحافة الرياضية التي (تخر من فوق ومن تحت) بل انتقلت إلى تخطيط المدن وهندسة الشوارع و..(ميل يا غزيل)!. لست مهندسا ولا خبيرا في تخطيط المدن ولكنني لا أجد مبررا منطقيا لتجاهل شكاوى سكان حي كامل أصبحوا يجلسون على الماء منذ ثمانية أشهر وكأنهم سلاحف، وأعتقد أنني لو استعنت بخبرات عامل بناء بنغلاديشي للاطلاع على أحوال البيوت التي (تخر من تحت) فإنه سيخرج بتقرير عاجل مفاده: (مشكل كبير)، فلماذا لا تلتفت أمانة جازان إلى هذا المشكل الكبير قبل فوات الأوان؟، أم أنها تنتظر تفاقم الأمور حتى (تخر) عليها المشاكل من فوق فتضطر لتشكيل لجنة لدراسة ظاهرة البيوت التي (تخر من تحت) .. يالها من أساليب مبلولة!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة