يتوق الموفد الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل إلى أن يعيد إلى الأذهان أنه عمل لمدة 700 يوم قبل أن يتوصل إلى اتفاق السلام في أيرلندا الشمالية. ويرى أن قضاءه 190 يوما في الجولة المكوكية في المنطقة دون تحقيق نتيجة ملموسة حتى الآن لا يعني أن جهود الرئيس أوباما لدفع عملية السلام متعثرة. وفي هذا السياق اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أنه في الوقت الذي تتواصل المفاوضات ومعظمها خلف الكواليس طبقا لأسلوب ميتشل فإن التقارير ركزت خاصة في إسرائيل على القول: إن ضغوط إدارة أوباما تنفر الإسرائيليين وتفشل في إقناع العرب. ونسبت الصحيفة إلى الموفد قوله: إن إحد الانطباعات العامة هي أننا نركز على المستوطنات فقط، بيد أن هذه الانطباعات خاطئة، بل نطالب الإسرائيليين والفلسطينيين القيام بالأفعال بدلا من الأقوال، وقد حصلنا على ردود جيدة وبعض التصريحات العلنية المشجعة رغم العقبات التي نواجهها، ونقلت عن مسؤولين بارزين في الإدارة الأمريكية قولهم: إن البيت الأبيض سيبدأ خلال الأسابيع القليلة المقبلة حملة علاقات عامة في دول عربية وإسرائيل؛ لشرح خطط الرئيس أوباما بصورة أفضل، وذلك للتوصل إلى اتفاقية سلام شاملة وعادلة، تضم الفلسطينيين والعالم العربي وإسرائيل. وأوضحوا أن الحملة التي ستشمل حوارات مع الرئيس الأمريكي وقنوات تلفزيونية عربية وإسرائيلية، تعد عملية إعادة صياغة سياسة يقول الناس داخل وخارج الإدارة: إنها أصبحت تحددها الضغوط الأمريكية على الدولة العبرية لوقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية. ويعتقد السفير الأمريكي الأسبق في إسرائيل مارتن إنديك أننا الآن في لحظة حاسمة في عملية السلام، ما يرغم ميتشل على القيام بعدة زيارات في المنطقة لمواصلة جهوده الرامية إلى تذليل العقبات. وأشارت الصحيفة إلى أن المملكة التي تعد اللاعب الرئيسي في تحقيق الإجماع في صفوف البلدان العربية ليست مقتنعة بحجة واشنطن من أن بادرة بناء الثقة قادرة على فتح باب المفاوضات الجوهرية بين الفلسطينيين وإسرائيل، لكن بعض المحللين يقولون: إن المعضلة تكمن في إقناع الطرفين العربي والإسرائيلي بالعمل في وقت واحد، إذ أن كل واحد منهما يريد رؤية الآخر يتحرك في المقام الأول. ولم يستبعدوا أن يدعو الرئيس أوباما إلى عقد مؤتمر سلام هذا العام لتقريب وجهات نظر الفرقاء.