اختتم المبعوث الاميركي لعملية السلام في الشرق الاوسط جورج ميتشل جولته المكوكية في المنطقة من دون تحقيق أي من أهدافها، سواء التوصل الى اتفاق مع اسرائيل على تجميد الاستيطان، او الاتفاق على عقد قمة ثلاثية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، او إعادة إطلاق عملية السلام. وفيما حمّلت اسرائيل الرئيس محمود عباس مسؤولية الفشل، تواصلت الضغوط الاميركية من اجل عقد القمة الثلاثية. وغادر ميتشل المنطقة خالي الوفاض لكنه أكد انه سيواصل مساعيه في نيويورك وبعدها. ويشكل فشل جولة ميتشل حرجاً كبيرا للادارة الاميركية، كما يشكك في قدرتها على لعب دور في اعادة اطلاق عملية السلام. لذلك سارعت اسرائيل الى اتهام عباس بعدم المرونة ازاء موضوع المستوطنات وافشال جهود ميتشل. وقال معاون لرئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ان المفاوضين الفلسطينيين «لم يظهروا مرونة فيما فعلت اسرائيل ذلك». وأضاف أن اسرائيل عرضت تجميد النشاط الاستيطاني لمدة تسعة اشهر، علماً ان ميتشل يصر على تجميدها عاما كاملا. غير ان مصادر صحافية إسرائيلية افادت أن الأميركيين رفضوا الموقف الإسرائيلي القائل بأن البناء في المستوطنات سيستأنف فور انتهاء مدة تعليقه، وقال مسؤول أميركي ان هذا الموقف يحول دون نجاح الولاياتالمتحدة في «تجنيد» دول عربية لإقناع عباس بالموافقة على القمة الثلاثية. وكان ميتشل اجتمع أمس مرتين مع نتانياهو، وبينهما التقى عباس في رام الله حيث أعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات أن ميتشل ابلغ عباس انه لم يفلح في التوصل إلى اتفاق مع الإسرائيليين في شأن وقف الاستيطان، ولم يحقق شيئاً خلال جولته الحالية في المنطقة، وأن «جهودا لا تزال تبذل من اجل تخطي العقبات». وقال عريقات ان عباس جدد التأكيد انه لن يقبل حلاً وسطاً في شأن الاستيطان، وأن تجميده يجب أن يكون تاماً يشمل ما يسمى «النمو الطبيعي» لأن هذا التزام إسرائيلي، كما أكد التزام الجانب الفلسطيني الاستحقاقات التي تضمنتها المرحلة الأولى من «خريطة الطريق». وأبقى عريقات الباب مفتوحاً أمام احتمال عقد القمة الثلاثية بالقول إن «ميتشل اكد لنا انه سيواصل جهوده في نيويورك (خلال مشاركة نتانياهو وعباس في افتتاح أعمال الجمعية العامة) وبعدها». وقالت مصادر مطلعة ان ادارة الرئيس باراك اوباما تحاول اقناع عباس بلقاء نتانياهو، فيما تبذل القاهرة جهوداً مماثلة مع الرئيس الفلسطيني الذي غادر امس رام الله الى القاهرة للقاء الرئيس حسني مبارك، ثم الى عمان للقاء العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، قبل ان يتوجه الى نيويورك. في هذه الاثناء، قالت مندوبة الولاياتالمتحدة لدى الاممالمتحدة سوزان رايس امس انها لا تستطيع الاعلان في هذه المرحلة عن لقاء ثلاثي في نيويورك يجمع الرئيس باراك اوباما وعباس ونتانياهو. ولا يعني ذلك قرارا بعدم عقد القمة، بل يعني انها غير موجودة على جدول مواعيد الرئيس اوباما بانتظار عودة ميتشل والاستماع منه عن نتيجة جولته.