أذكر قبل أكثر من سنتين ومن خلال أحد برامجي آنذاك أنني وجهت أكثر من نداء للشؤون الهندسية في وزارة الثقافة والإعلام بجعل البث الإذاعي على موجات ال fm، وقلت حينها: إن ما نقدمه في الإذاعة آنذاك ليس إلا استنزاف لأموال الوزارة؛ لأن الإذاعة خارج ال fm لا تصل إلى الناس بنسبة عالية. ? وجمعتني الصدفه آنذاك بوكيل الوزارة للشؤون الهندسية المهندس رياض نجم الذي قال لي بلغة التحدي: أكفل لك البث على موجات ال fm خلال أربعة أشهر وللإذاعات السعودية الأربع. ? وقتها اقترحت برنامجا جديدا اسميته مباشر fm رغم أننا لا نبث على ال fm حين ذاك، والسبب أن البرنامج سينطلق بعد أربعة أشهر وبالفعل لم تبدأ الدورة إلا وإذاعاتنا تغرد على موجات ال fm، وكسب المهندس رياض نجم الرهان وكسب المستمع الإذاعة. ? قبل عدة أيام ولعل هذا هو موضوعنا استمعت عبر موجات إذاعة البرنامج العام إلى لقاء مع أحد أعضاء مجلس الشورى البارزين، وقد أعجبني مقدم البرنامج وهو يطلب من مجلس الشورى إعادة فتح ملف أزمة السكن التي يعاني منها 80 في المائة من السعوديين، وهو الملف الذي قال عضو مجلس الشورى: إنه قد تم ركنه لأنهم لم يصلوا إلى نتيجة بسبب امتلاك جميع الأراضي وسط المدن بصكوك شرعية، والأغرب أن السواحل أيضا مملوكة بصكوك شرعية بما نسبته 98 في المائة رغم طول شواطئ المملكة. ? المذيع حاصر عضو مجلس الشورى ملحا على ضرورة إعادة فتح الملف مهما كان الثمن وكان حوارا شفافا ومميزا. ? وعبر البرنامج الثاني تابعت فيه حوارا آخر، ضيوفه وكيل وزارة التعليم العالي وأحد أعضاء هيئة التدريس في جامعة الإمام، وأعجب ماسمعت فيه تأكيد الأستاذ الجامعي على موضوع بيع الشهادات عبر من يقومون بتحضيرها لراغبيها لأنها تحولت إلى ضرورة للوصول إلى مركز مرموق في الأجهزة الرسمية، وتأكيده أيضا على وجود سرقة داخل الجامعات لبحوث قام بها أساتذة في سنوات مضت، ولضرورات الترقية اضطر البعض إلى سرقتها وتقديمها على أنها من جهدهم الخاص. ? من يقول: إن الفضائيات والإنترنت قد سحبت البساط من تحت الإذاعة السعودية بحاجة إلى أن يعيد النظر في هذا القول في ظل حضور قوي تسجله الإذاعة في كل دورة وتراجع مخيف للتلفزيون.