تشهد الأسواق المحلية تخفيضات مستمرة طوال العام لجلب المتسوقين الذين يعانون من تلاعب الأسعار وتغيب عين الرقيب. وأعرب ل «عكاظ» العديد من المواطنين عن استيائهم من قيام بعض المحال التجارية برفع أسعار السلع عن مستواها قبل التخفيض وعرضها بتخفيض نسبة معينة لتصل لنفس السعر دون أي تخفيض يذكر. وأشارت المتسوقة جواهر محمد التي التقتها «عكاظ» في مركز تجاري دخلت أحد المحال لعرضه تخفيضا 70 في المائة على جميع معروضاته، واشترت «تي شيرت» بقيمة 120 ريالا بعد التخفيض الوهمي لكنها فوجئت بعد دخولها لمحل آخر بوجود نفس ال «تي شيرت» بسعر 40 ريالا. واستطردت «رجعت مسرعة للمحل الأول وأوضحت له أنني وجدت ال «تي شيرت» بسعر أقل وأرغب في رد السلعة واسترجاع نقودي فتبسم في وجهي وقال «كل محل له سياسة معينة في التخفيض». وأضافت «الكثير من المحال تقوم بعرض كوبونات وجوائز لإغراء المشتري، وعند المشاركة نكتشف أنها غير حقيقة ولا تخضع إلى أي مصداقية، وهناك بعض المحال تعرض تخفيضات 70 في المائة على كافة السلع، وعند التدقيق بالتخفيض نكتشف أن التخفيض لا يصل 10 في المائة» مطالبة بتكثيف دور وزارة التجارة وجمعية حماية المستهلك بضبط التخفيضات والتلاعب في الأسعار. وأكدت فوزية الجابر إحدى المتسوقات أنه من خلال زياراتها المتواصلة للأسواق والمراكز التجارية لاحظت أن هناك تخفيضات في بعض المحال غير حقيقية بالإضافة إلى كثرة تخفيضات هذا العام، حيث وصل الأمر ببعض المحال بعرض التخفيضات شهريا، وقالت «حرصت على الشراء في وقت التخفيضات من أحد المحال ذي الماركات العالمية وأثناء تجوالي أعلن المحل بالمايكروفون أنه خلال اليوم سيكون بالإضافة إلى التخفيض 50 في المائة سيكون هناك تخفيض آخر للمتسوقين اليوم قدره 20 في المائة» متسائلة: كيف تعلن المحال عن تخفيضات دون أي إذن أو رقابة مسبقة للتأكد من صحة تخفيضاتها. وأوضح حسن فتحي البائع في أحد المحال أن المحل يقوم بعمل تخفيضات شهريا لجذب المستهلكين، مرجعا سبب كثرة التخفيضات إلى قلة إقبال الناس على الشراء نظرا للأزمة الاقتصادية العالمية، مشيرا إلى أن المسؤولين عن المحال التجارية هم من يحدد وقت التخفيض ونسبته دون الرجوع إلى أي جهة لاستخراج التصاريح. وأكد حسن، أنه لاتوجد أي جهة تراقب المحال التجارية وقت التخفيض ولا حتى تعلم الجهات المختصة بهذا الشأن، موضحا أن بعض المحال تتلاعب في أسعار السلع وإيهام المشتري أن هناك تخفيضات تصل نسبتها إلى 50 في المائة للترويج لسلعتها. وبمواجهة مدير مركز رعاية المستهلك في الغرفة التجارية في الرياض عبد العزيز الخضيري أوضح أن جميع المحال التجارية يحق لها عمل تخفيضات تصل إلى ثلاث مرات في السنة، مؤكدا أن الضوابط التي تتبعها الغرفة للتخفيضات سليمة، إذ أن إدارة التخفيضات في الغرفة تتابع جميع الفواتير المقدمة من أصحاب المحال التجارية وتتأكد من مصداقيتها ونسبة التخفيض وبعد ذلك تمنح المحال الترخيص. وأشار الخضيري إلى أن متابعة مصداقية التخفيضات تتولاها وزارة التجارة فهي المسؤول الأول عن مراقبة الأسواق، مؤكدا على وجود ارتجالية وعدم التزام بعض المحال التجارية بالتخفيضات، مشددا على ضرورة وعي المواطن عند الشراء بأوقات التخفيضات، إذ يجب أن يطلع المشتري على التصريح الموجود في مكان ظاهر وواضح للجميع، وأن يكون عليه ختم الغرفة التجارية، ومن خلال التصريح يستطيع المستهلك معرفة المحال التي لديها مصداقية بالتخفيضات. وقال مسؤول في وزارة التجارة أن على أي صاحب محل يرغب في إجراء تخفيض عليه الحصول على تصريح من الغرفة التجارية بناء على النظام الجديد الصادر عام 1429ه، وبعد ذلك ترسل الأوراق لوزارة التجارة للتأكد من صحة المعلومات التي قدمت، مضيفا أن وزارة التجارة تتابع بعد ذلك صحة التخفيضات التي أعلن عنها. وأشار إلى أن نظام مكافحة الغش التجاري رصد مخالفات لبعض المحال بالتلاعب في أسعار التخفيضات وأحيلت قضيتهم إلى هيئة التحقيق.