اجتذبت الأندية الصيفية التي تقيمها وزارة التربية والتعليم في كافة مدن المملكة هذا العام جانبا مهما من المواطنين التي حالت ظروفهم دون السفر، بما يشكل نوعا من السياحة الداخلية. ويشير المواطن سفر المالكي (موظف حكومي) إلى أن ظروفه المادية أجبرته على عدم السفر من مدينته الطائف، وكان هذا صعبا على ابنيه (خالد وعلي) وكانا يريدان السفر مثل بقية أقاربهم وجيرانهم، لكن التحاقهما بأحد الأندية الصيفية في الطائف هذا العام وفر عليه تلك المطالبات. وتابع أن ابنيه أصبح لديهما إصرار على عدم مغادرة الطائف حتى انتهاء برنامج النادي الذي يستمر حتى أواخر شعبان. وينطبق الحال نفسه على فهد العتيبي، لكنه يؤكد أن ابنه نواف اعتاد على تلك المراكز في كل عام. وكذلك صالح الزهراني الذي منعته ظروف طفلته الصحية من السفر ليجد ابنه عبد الله متنفسا في تلك النوادي. أما سلطان الثبيتي فأجبره مرض والدته على عدم مغادرة الطائف، وكانت الأندية الصيفية حلا سليما لأبنائه. وينطبق ذلك الحال على الكثيرين غيرهم من الممنوعين من السفر خلال الصيف لظروف متفرقة. ويعزز هذه التوجهات نحو الأندية الصيفية ما شهدته من تطور وتوفيرها العديد من البرامج والفعاليات المسلية والمفيدة. واستطاعت هذه الأندية أن تحتضن هذا العام أكثر من 150 ألف طالب في مختلف مناطق المملكة، حيث وجدوا فيها متنفسا وسياحة داخلية إلى جانب القيم العلمية والتربوية التي يتلقاها الطلاب بشكل يومي على يدي أكثر من 5 آلاف معلم ومشرف تربوي. وفي الطائف التحق هذا العام أكثر من 10 آلاف طالب ب 23 ناديا ومدرسة اعتمدتها الوزارة هذا العام وقدرت لها ميزانية بأكثر من مليوني ريال. وأولت إدارة التربية والتعليم بالطائف اهتماما كبيرا بتلك الأندية التي دشن فعالياتها بداية الصيف الحالي سماحة المفتي العام الشيخ عبد العزيز آل الشيخ وتستمر حتى الحادي والعشرين من الشهر الحالي. وحرص مدير تعليم الطائف محمد سعيد أبو راس على الزيارات اليومية لتلك الأندية والوقوف شخصيا على فعالياتها ورعاية نشاطاتها بشكل مستمر، إلى جانب اختيار 250 تربويا لتلك الأندية من المشهود لهم بالتميز والاعتدال وسلامة الفكر للإشراف عليها.