تغزلت في جمال وشجون الرياض ليلا، حتى ولو كنا ننصهر صيفا بحرها القائظ، وكان رد شقيقتي مباغتا، إذ قالت: إن تغزلك لن يغير من كونها مدينة الغبار والاختناقات المرورية، ولها وجه آخر تتجاهلينه في الصيف عندما يطبخنا الحر وتذوب إطارات السيارات على إزفلتها الحارق، وكانت إجابتي مكابرة في محاولة لإغاظتها، إذ أوضحت أني مستمتعة، وبررت ذلك بأننا بعد تجربة الحر نعرف قيمة الشتاء وعذوبته. في تصوري غالبية مدننا تحاصرها الحرارة المرتفعة أوالرطوبة. وسنظل نتغزل في المقرب إلى قلوبنا منها، فالمحب لايرى عيوب الحبيب، ومع فتح فرص المشاركة بأفكار خلاقة تحتوي هذه الحرارة الخانقة بالتأكيد ستكون أجمل. رئيس قسم الفيزياء بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن د. علي بن محمد الشكري في مايو الماضي توقع وصول درجة الحرارة في أماكن الرياض المكشوفة إلى 60 درجة مئوية. والسبت الماضي ودعنا آخر أيام القيظ بحسب الفلكي د. خالد الزعاق والذي يعتبر أننا هذا الأسبوع وما يليه موعودون بموسم أكثر حرارة لصيف 2009، إذ تصل درجة الحرارة إلى أعلى معدلاتها السنوية والعواصف الرملية تكثر في الساحل الغربي للمملكة، ونظرا لشدة الحرارة سوف تزداد الرطوبة على السواحل الغربية والشرقية وتتشبع بها، ومن ثم تصدرها إلى وسط المملكة، فتتحول إلى غيوم كثيفة ومتقطعة إلا أنها (يا فرحة ما تمت) ستكون سحبا عقيمة لا تمطر، وتعمل على كتم الجو فترتفع درجة الحرارة. لدي سؤال ربما يستطيع الإجابة عليه خبراء هندسة الزراعة..هل نحن عاجزون عن زيادة المسطحات الخضراء ومشروعات التشجير دون هدر المياه التي نكابد فقرها؟. وعلى صعيد الاستثمار، ما المانع من تشجيع الاستثمار في رياضة الترفيه والهروب من حرارة الصيف اللاهب من خلال صالات التزلج على الجليد..؟! سؤالي الأخير: هل يمكن أن يقضي الحر على الأفاعي..؟! لكون الدكتور الزعاق، حفظه الله، ذكر أن موسم طبخ التمر تهيج فيه الأفاعي فيكثر خروجها في ساعات الليل.. وهذا إن حدث يضعف موقفي ويعزز أوجه مدينة الرياض الأخرى، التي أكابر عن الاعتراف بها وهو ينوه إليها بدون الانتباه إلى أن ليل الرياض هو ما يتاح حاليا التغزل فيه، مع تمنياتي للجميع بموسم حار ممتع يطبخ فيه التمر والناس.. و «الرياض الجميلة» التي أتمنى رؤية جمالياتها، وعدم المبالغة في الشكوى من الحرارة، وكأنها السمة الوحيدة في العاصمة الحبيبة، وهناك فرصة أن يعرف جيران الشواطئ ..نعمة الرطوبة..! [email protected] للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة