ذكر الباحث الفلكي الدكتور خالد الزعاق أن شهر رمضان الجاري والمقبل سيشهدان درجة حرارة عالية تعتبر الأشد في الدورات الرمضانية، مبينا أن ساعات النهار ليست الأطول مدة بينما سيكون رمضان بعد ثلاث سنوات الأطول والألطف حرارة. وأوضح الزعاق أن أيام رمضان العام الحالي تدخل معظمها في موسم «القدحة» الذي بدئ الاثنين الماضي، مشيرا إلى أن سبب التسمية يعود إلى كلمة قدح النار بمعنى إشعالها موسم يتسم بشدة سطوع الشمس. وبين الباحث الفلكي أن القدحة تحتوي على نجمين هما المرزم والكليبين وكل نجم 13 يوما، وفي أثنائها تكثر العواصف الرملية في الساحل الغربي للمملكة في مناطق القنفذة وقرى الساحل والطرق المؤدية منها إلى جدة، وتنشط عادة قبيل الظهر وتستمر إلى مغيب الشمس بشكل يومي، ويستمر معها هبوب الرياح الشمالية أو الشمالية الغربية المشوبة بالسموم اللافح في المنطقة الشمالية، والوسطى والشرقية من المملكة، وتشتد حدتها وأحيانا تتسم بالعنف، وغالبا ما يكون هبوبها أثناء ساعات النهار فتثير الغبار والأتربة فإذا حل الظلام تهدأ ويترسب الغبار على الأشياء إلا أنها رياح لا تتسم بعنصر المفاجأة بل هي رياح رتيبة، ونظرا لشدة الحرارة تزداد الرطوبة على السواحل الغربية والشرقية وتتشبع بها ومن ثم تصدرها إلى وسط المملكة فتتحول إلى غيوم كثيفة ومتقطعة إلا أنها سحب عقيمة لا تمطر وتعمل على كتم الجو فترتفع درجة الحرارة المحسوسة بالأجسام. وكشف الدكتور الزعاق أن جمرة «القيض» تستمر حتى دخول موسم سهيل في 20 رمضان، وفي موسم المرزم يستوي كثير من النخيل، لذلك قال العامة (إلى طلع المرزم فامل المحزم) ومعناه أن التمر المنصف يكثر في موسم المرزم والمحزم والمعروف «ربط الرجل إزاره أو ثوبه على خاصرته»، بمعنى أنه يدخل البسر مع جيبه عند صدره فيملأ به ما فوق الخاصرة، وفيه يستخرج اللؤلؤ من أعماق البحر ويستمر الجزر طوال الليل، وهي بداية هبوط درجة حرارة مياه البحر، وفيه بوادر موسم صيد الدخل وتهيج فيه الأفاعي فيكثر خروجها في ساعات الليل.