افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيزأمير المنطقة الشرقية صباح اليوم، منتدى الأحساء 2025، الذي تُنظّمه غرفة الأحساء بالتعاون مع شركائهاالاستراتيجيين هيئة تطوير الأحساء وشركة أرامكو في دورتهالسابعة بعنوان "الأحساء.. اقتصاد مُستدام"، بحضور صاحبالسمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساءوعدد من أصحاب المعالي الوزراء وقطاعات الأعمال والمستثمرين. وأكد سمو أمير المنطقة الشرقية أن هذه الدورة من المنتدى تنعقد ونحن نعيش ولله الحمد العديد من الإنجازات المحليّة والعالميّة المتتاليّة على مستويات عدة، بدعم ورعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي عهدرئيس مجلس الوزراء "حفظهما الله" وهو ما يعكس اهتمام قيادتنا الرشيدة " وفقها الله ورعاها " بمدن ومحافظات المنطقة والمملكة كافة، ويؤكد كذلك مكانة محافظة الأحساء، وما تتميّز به من إمكانات طبيعية وبشرية وصناعيّة متنوّعة." وقال سمو أمير المنطقة الشرقية " قطاع الأعمال في الأحساء يثبت يومًا بعد آخر تفاعله الكبير مع قضايا وطنه ومجتمعه واستشعاره لمسؤوليته الاجتماعية، وتجربة هذا المنتدى الناجح في نسخه السابقة على كافة المستويات هي نموذج لصورة العمل التضامني المجتمعي التنموي الذي نتطلع إليه جميعًا تماشيًا مع رؤية السعودية 2030 ". وأضاف سموه " هذا المنتدى يبرز مكانة واحة الأحساء كوجهة استثمارية واعدة وجاذبة ويدعم خطواتها نحو التطور والتنمية واستقطاب الاستثمارات والمشاريع ، والأحساء مؤهلة تمامًا للنمو والتوسّع والتطور والتميّز، والجميع ولله الحمد يعمل بروح تشاركيّة وتكامليّة لتحقيق أهداف وتطلعات الدولة بما يعود بالنفع على الجميع ، وقد أفتتح سموه المعرض المصاحب للمنتدى ثم قام جولة في أجنحته وأركانه المختلفة. وشاهد الحضور عرضاً مرئياً استعرض مسيرة المنتدىوانجازاته، وكذلك وكذلك فيلماً وثائقياً بعنوان "الأحساء.. اقتصاد مُستدام". وفي كلمات برنامج الافتتاح بيّن معالي وزير السياحة، الأستاذأحمد الخطيب، أن منظومة السياحة تدعم العديد من المشاريعالسياحية في الأحساء بهدف تعزيز القطاع السياحي في ظلما تتمتع به من مميزات استثنائية تؤهلها لأن تصبح من الوجهاتالسياحية الكبرى في المملكة والمنطقة، مبينًا أن الأحساء حققتنموًا سياحيًا استثنائيًا، مُسجّلة معدلات نمو غير مسبوقة. وأشار إلى نمو مرافق السياحة والضيافة في الأحساء بنسبة 52٪، والتي ترافقت مع أعمال تطوير البنية الأساسية للمنطقة، مبينًا أن عدد السياح في الأحساء بلغ 3 مليون سائح بنهاية عام 2024 بإجمالي إنفاق تخطى 3,3 مليار ريال، مؤكدًا أن الأحساءتُعّد من الوجهات السياحية المتفردة في المملكة، مشيرًا إلىحرص الوزارة على تعزيز شراكتها مع القطاع الخاص بصفتهالمحرك الرئيسي لقطاع السياحة. وأكد معالي وزير التعليم، الأستاذ يوسف البنيان على الدعمالكبير المتواصل الذي يحظى به قطاع التعليم من القيادةالرشيدة - حفظها الله -، والذي يأتي إيمانًا بأهميته كأحدمرتكزات النهضة التنموية التي تعيشها المملكة، مشيدًا بانضمامالأحساء لمدن التعلّم العالمية، ضمن شبكة اليونسكو لمدن التعلّم؛منوّهًا بما تتميّز به الأحساء من الموارد البشرية وما تحققه منإنجازات تعليمية على المستويات الدولية والإقليمية. واستعرض الوزير البنيان جهود الوزارة لرفع مستوى مشاركةالقطاع الخاص في تقديم الخدمات التعليمية عالية الجودة،مؤكدًا حرص الوزارة للتحوّل نحو اقتصاد المعرفة ومجتمعاتالتعلّم، إلى جانب مواكبة التوجهات العالمية في التعليم، داعيًا إلى استثمار الفرص المتاحة في مجالات التعليم والبحث العلميوالابتكار، بما يواكب مستهدفات رؤية 2030. وبيّن معالي نائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور بنهلال المشيطي أن مساهمة القطاع الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي بلغت حوالي 109 مليار ريال في عام 2023، ومن المتوقع أن تبلغ 112 مليار ريال في عام 2024، منها %12 من محافظة الأحساء، موضحًا أن الوزارة تقوم بالعمل على مشاريع زراعية مبتكرة في الأحساء، لافتًا إلى أن الأحساء أول محافظة على مستوى المملكة تحقق استدامة واستخدام كامل للمياه على مستوى المملكة. وبدوره، كشف مساعد وزير الاستثمار الرئيس التنفيذي لهيئةتسويق الاستثمار (SIPA) المهندس إبراهيم بن يوسف المباركعن وصول عدد رخص الاستثمار الأجنبي في الأحساء إلى 103 رخصة بإجمالي استثمارات تبلغ 2,5 مليار ريال سعودي، مبينًا أن هناك فرص استثمارية في الأحساء بنحو 50 مليار ريال سعودي، مؤكدًا على الأهمية الاقتصادية والاستثمارية الكبيرة للأحساء. وأكد المهندس المبارك أن الأحساء تمتلك كل المزايا التنافسية التي تؤهلها لجذب الاستثمار ورؤوس الأموال خاصة في قطاعات الزراعة والنقل والتنمية العقارية والصناعة واللوجستياتوالسياحة والثقافة والتراث، داعيًا جميع المستثمرين المحليين والعالميين للاستثمار في الأحساء، معلنًا عن إدراج الأحساء ضمن برنامج ومنصة "استثمر في السعودية". وأوضح مساعد وزير الطاقة لشؤون البترول والغاز المهندس محمد بن عبدالرحمن البراهيم أن وزارة الطاقة تعمل على تعزيز موثوقية إمدادات الطاقة في المملكة، مشيرًا إلى أن ذلك يأتي ضمن استراتيجية الوزارة لضمان استدامة مصادر الطاقة وتلبية الطلب المتزايد، مبينًا أن المملكة ستواصل مسيرتها نحو تحقيق الريادة العالمية في كافة أشكال الطاقة النظيفة، مشيرًا إلى أن برنامج المملكة للطاقة المتجددة من الأكثر طموحا حول العالم. وقال إن الوزارة بصدد طرح منافسة لإنشاء مرفق متكامل لتعبئة وتخزين الغاز والبترول الطبيعي السائل في محافظة الأحساء، والذي يمثل إضافة نوعية للبنية التحتية في قطاع الطاقة، متوقعًاأن يسهم هذا المشروع في تعزيز سلاسل الإمداد وتحسين كفاءة التخزين والتوزيع، حيث يُقدّر أن تصل مبيعاته إلى نحو مليوني برميل سنويًا بحلول عام 2030، ما يعكس الدور المحوري للأحساء كمركز استراتيجي لدعم النمو في القطاع. من جهته، كشف رئيس أرامكو وكبير الإداريين التنفيذيين - الشريك الإستراتيجي للمنتدى المهندس أمين الناصر، أنمشروع تطوير حقل "الجافورة" أكبر حقل للغاز الصخري في الشرق الأوسط، هو المستحيل الذي تحقق، وذلك بإجمالياستثمارات أكثر من 100 مليار دولار خلال ال 15 عامًا المقبلة،متوقعًا أن يُسهم بنحو 23 مليار دولار سنويًا في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، مبيّنًا أن المشروع يعزز مكانة المملكة كأحد أهم منتجي الغاز في العالم، مشيرًا إلى أن المشروع مهم لتحقيق هدف السعودية برفع طاقة الغاز بأكثر من 60% بحلول عام 2030. وأشار المهندس الناصر إلى أنه تم استكمال تطوير المرحلة الأولى من مشروع مدينة الملك سلمان للطاقة "سبارك" واستقطاب أكثر من 60 مستثمر محلي وعالمي بقيمة تجاوزت 12 مليار ريال واجمالي يفوق 40 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، مبينًا ان عدة مصانع بدأت بالتشغيل الفعلي والأخرى قيد البدء، لافتًا إلى أن جميع عمليات أرامكو لخدمات الحفر والدعم اللوجستي لجميع حقول النفط والغاز في المملكة تدار اليوم من مدينة "سبارك". وبيّن أن مبادرة أرامكو في نسخة المنتدى الماضية في 2023 الخاصة بإنشاء أكبر مركز متخصص لذوي الإعاقة في المنطقة،ستنتهي مراحله النهائية في فبراير 2026، مبينًا أن الأحساءمحرك رئيس للتنمية والاستثمار بخطواتها الثابتة نحو المستقبل في جميع القطاعات، وأنها ستظل في صدارة المشهدالاقتصادي الوطني، مشيرًا إلى أن الأحساء هي جزء أصيل من تاريخ أرامكو وأن أرامكو هي جزء من تاريخ الأحساء. ومن جانبه، ثمّن رئيس مجلس إدارة غرفة الأحساء عبدالعزيزالموسى، رعاية سمو أمير المنطقة الشرقية للمنتدى، مرحبًا بضيوفه والمشاركين فيه، مبيّنًا أن هذه الدورة ستشهد انعقاد (10) جلسات عمل (10) ورش عمل و(10) عروض ريادية ضمن مسرح الأعمال في مجالات عدة، بمشاركة (65) متحدثًا ومتحدثة، بالإضافة إلى عرض فرص استثمارية مُجمّعة متنوعةبلغ عددها (45) فرصة استثمارية بقيمة إجمالية تفوق (14)مليار ريال سعودي، في قطاعات مختلفة، أبرزها: السياحة،والتنمية والتطوير العقاري، والنقل والخدمات اللوجستية،والصناعة والزراعة. وأكد الموسى على ما تشهده الأحساء خلال الفترة الأخيرة من نمو وتطور في مختلف القطاعات والمجالات، مبيّنًا أن هذهالنسخة الاستثنائية من مسيرة المنتدى تتطلع إلى وضع أثر مباشر يدعم فرص دخول الأحساء لمرحلة جديدة من جذبالاستثمارات الكبيرة وإطلاق المشاريع والبرامج التنموية وفقًالمُستهدفات رؤية 2030، مثمنًا الشراكات المتميزة التي بناها المنتدى عبر مسيرته الناجحة. وضمن برنامج الحفل رعى سموه مراسم توقيع اتفاقيات تعاون، الأولى باسم (دعم جذب الاستثمارات القائمة على الابداع والابتكار في الأحساء) بين وزارة الاستثمار ومركز الأمير أحمد بن فهد بن سلمان لتطوير الأعمال (سنا) بغرفة الأحساء، والثانية باسم (برنامج إطلاق الحاضنة الصناعية وتمكين رواد الأعمال الصناعيين) بين جامعة الملك فيصل وصندوق التنمية الصناعية السعودي، والثالثة باسم (تعزيز الاستثمار في البيئة والتنمية المستدامة للغطاء النباتي في الأحساء) بين هيئة تطوير الأحساء والمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، والرابعة باسم (إقامة مصانع منخفضة الخطورة) بين الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن) وأمانة الأحساء. وفي ختام الحفل كرم سموه الشركاء الاستراتيجيين للمنتدى وضيوف شرف المنتدى من دولة كوريا وبقية الشركاء الحكوميين والرعاة والداعمين ولجان المنتدى.