أثارت المحادثات الأمريكية-الروسية المرتقب إجراؤها في السعودية؛ بهدف التوصل إلى اتفاق يوقف الحرب في أوكرانيا، جدلاً شديداً في أوروبا، خصوصاً بعدما أعلن مسؤولون أمريكيون إقصاء الاتحاد الأوروبي منها. وتمثل المشاركة المحتملة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في القمة، التي ستعقب محادثات الرياض، نجاحاً جديداً من نجاحات الدور السعودي في المشهد الدبلوماسي العالمي. وذكرت صحيفة «نيويورك بوست» أمس، أن مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف يتوقع أن يتوجهوا إلى السعودية هذا الأسبوع، للقاء مسؤولين كبار من روسيا. وأعلن الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، الليلة الماضية، أنه لم توجه إلى بلاده دعوة لمحادثات الرياض بين روسيا وأمريكا. وأبدى قادة الاتحاد الأوروبي غضبهم من قيام إدارة ترمب بإقصائهم من تلك المحادثات، وقرروا عقد قمة محدودة طارئة في باريس اليوم (الإثنين)، لمناقشة الخيارات. وأكد نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ، أن إدارة ترمب عاقدة العزم على التوصل إلى سلام صامد ودائم في أوروبا. ورجحت وسائل إعلام دولية، عقد قمة ترمب-بوتين بحلول نهاية فبراير الجاري. وفيما أجرى الوزير روبيو اتصالاً هاتفياً بنظيره الروسي سيرغي لافروف؛ قال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف إنه نتيجة لذلك أضحى البلدان يتحدثان عن السلام، وليس الحرب. وأضاف أن الاتصال يمثل إشارة قوية إلى «أننا نريد حل المشكلات من خلال الحوار». ومن المقرر أن يشارك رئيس الوزراء البريطاني سير كير ستارمر في القمة الأوروبية الطارئة في باريس، لمناقشة سبل مواجهة قرار واشنطن إقصاء أوروبا من محادثات سلام أوكرانيا. وفي مزيد من التعقيد للمشهد، قال زيلينسكي في ميونيخ إن أوكرانيا لن تستطيع الخوض في محادثات مع روسيا من دون تشاور مع شركائها الإستراتيجيين، لافتا إلى أنه سيزور السعودية، والإمارات وتركيا، إلا أنه أفاد بأنه لن يلتقي أي مسؤول روسي أو أمريكي، لكن عضو مجلس النواب الأمريكي مايكل مكول، قال إن قمة الرياض ستضم ترمب، بوتين، وزيلينسكي.