للغد بشائر تلوح من خلال الأحاديث عما ننتظره في استضافتنا لكأس العالم 2034، وكل الجهات أبدت حفاوة، وأظهرت الخطط التي بدأ العمل بها من حين إعلان الاستضافة، وفي حوار شيق مع صحيفة «الشرق الأوسط»، كشف الدكتور أحمد اليماني الرئيس التنفيذي لشركة «تكامل»، عن رؤية مُلهمة لمستقبل سوق العمل في المملكة العربية السعودية، وذلك على ضوء استضافة كأس العالم 2034. ما لفت انتباهي بشدة هو تأكيده على أن هذا الحدث العالمي ليس مجرد محطة رياضية بارزة، بل هو محرك قوي سيُطلق «إبداعات» المملكة ويخلق فرصاً وظيفية لا حصر لها، وهذا ما أتفق معه فيه تمام الاتفاق. وأشار اليماني إلى أن تأثير النمو الاقتصادي الرياضي بدأ بالفعل يظهر، مستشهداً بإحصائيات تُثبت ذلك. ففي عام 2020، خلق القطاع الرياضي أكثر من 14 ألف وظيفة وجلب نحو 10 ملايين دولار من مبيعات التذاكر والإنفاق السياحي. وهذا الرقم في تصاعد مستمر، خاصة مع استضافة كأس العالم التي ستُضاعف الطلب على الوظائف حتى عام 2034 وما بعدها. هذا ما أكده اليماني، وهو ما أؤيده بشدة، فاستضافة حدث بهذا الحجم حتماً سيُحرك عجلة الاقتصاد ويوفر فرصاً للشباب السعودي. وتطرق اليماني أيضاً إلى تنوع الفرص الوظيفية التي ستنشأ من هذا الحدث العالمي، ليس فقط خلال فترة البطولة، بل قبلها وبعدها أيضاً. حيث ستظهر فرص واعدة في قطاعات حيوية كالسياحة واللوجستيات والضيافة وتكنولوجيا المعلومات وإدارة الفعاليات. وهنا أستحضر مثالاً ذكره اليماني عن أولمبياد الصين 2008، الذي أدى إلى خلق نحو مليوني وظيفة. وأنا أرى أن السعودية تسير على نفس الخُطى، بل ستضيف بُعداً جديداً مع التركيز على مجالات كالذكاء الاصطناعي والأتمتة. وما أثار إعجابي أيضاً في حديث اليماني هو ربطه بين كرة القدم ونمو الألعاب الإلكترونية، وكيف أن هذا الارتباط خلق صناعات جديدة وفرصاً اقتصادية ووظيفية هائلة. هذه رؤية مُستقبلية ثاقبة تُظهر كيف يمكن أن تُساهم الرياضة في دفع عجلة الابتكار في مجالات غير متوقعة. وهذا ما يؤكد أهمية دعم الابتكار في المملكة، كما ذكر اليماني. ولم يغفل اليماني الجانب الاجتماعي والثقافي للرياضة، حيث أكد على دورها في تعزيز الروح الرياضية وتشكيل شخصية الجيل الشاب. وهذا جانب مهم جداً، فالرياضة تُعلّم المنافسة والعمل الجاد والتعامل مع الفوز والخسارة، وهي قيم تُفيد الشباب في جميع جوانب حياتهم. وفي ختام حديثه، أوضح اليماني كيف تُساهم «تكامل» في تطوير القطاعات الجديدة من خلال منصة «قوى»، التي تُعتبر سوق عمل رقمية فريدة من نوعها. هذه المنصة تُسهّل التواصل بين الشركات والعمال وتُوفر بيانات فورية عن فرص العمل. وأنا أرى أن «قوى» ستلعب دوراً حاسماً في ضمان كفاءة سوق العمل خلال وبعد كأس العالم. باختصار، يُقدم حديث الدكتور أحمد اليماني رؤية شاملة ومُتفائلة لمستقبل سوق العمل في المملكة، وأنا ككاتب أؤيد هذه الرؤية، وأتأمل تحقيق النجاحات بكل قوة.