تشهد المملكة العربية السعودية تحولًا جذريًا في القطاع الرياضي، مدفوعًا بأهداف رؤية 2030 التي تسعى إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط، وتبرز هذه الاستراتيجية من خلال مبادرات واستثمارات واسعة تهدف إلى بناء صناعة رياضية حيوية وجذابة للاستثمارات الدولية، وتعزيز النمو الاقتصادي. في عام 2021، أطلقت وزارة الاستثمار السعودية استراتيجية الاستثمار الوطنية، التي صنفت الرياضة كقطاع استراتيجي للتطوير. ومنذ ذلك الحين، شهدت المملكة زيادة ملحوظة في تراخيص الاستثمار الأجنبي النشطة بين عامي 2015 و2021، مما يعكس الاهتمام الدولي المتزايد بهذا القطاع. وتُظهر الأرقام نموًا مثيرًا للإعجاب في المشاركة الرياضية، حيث ارتفعت معدلات المشاركة من 13٪ في عام 2015 إلى 48٪ في عام 2022، وهو ما يعكس جهودًا ناجحة نحو تعزيز المشاركة الجماعية والنجاح الرياضي. استضافت السعودية أحداثًا رياضية كبرى مثل سباقات الفورمولا 1 وكؤوس كرة القدم الدولية، مما لم يعزز فقط صناعة الرياضة، بل رفع أيضًا من مكانة المملكة على الساحة العالمية كوجهة رياضية بارزة. ومن الإنجازات البارزة حديثًا، فوز المملكة باستضافة كأس العالم 2034، وهو ما يعكس الثقة العالمية المتزايدة في قدرات المملكة التنظيمية والبنية التحتية الرياضية المتطورة. يُتوقع أن يكون لهذا الحدث تأثير اقتصادي واجتماعي كبير، حيث سيجذب أنظار العالم نحو المملكة ويسهم في تعزيز قطاع السياحة والاستثمار الأجنبي المباشر. وتهدف رؤية 2030 إلى توسيع مساهمة القطاع الرياضي في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي إلى 3٪ بحلول عام 2030، وزيادة معدل النشاط البدني إلى 40٪ للأفراد الذين تبلغ أعمارهم خمس سنوات فما فوق، وتحقيق مراكز متقدمة في الأحداث الرياضية الدولية مثل الألعاب الآسيوية والأولمبياد. وتهدف المملكة إلى خلق أكثر من 100,000 وظيفة جديدة من خلال تطوير القطاع الرياضي، مما يجعله مجالًا مهمًا لتوليد فرص العمل والنشاط الاقتصادي. وتسعى حكومتنا الرشيدة إلى زيادة مساهمات القطاع الخاص من خلال تسهيل الاستثمارات عبر تحديثات تنظيمية، وتطوير المنشآت الرياضية، وتعزيز التحول الرقمي للخدمات الرياضية. ويُدعم هذا الجهد بدفع قوي نحو برامج الخصخصة والاستثمار في رأس المال البشري لضمان بيئة رياضية مستدامة وتنافسية. توفر المملكة مجموعة واسعة من الفرص للمستثمرين الدوليين، تتراوح من تطوير البنية التحتية والأندية الرياضية المحترفة إلى تكنولوجيا الرياضة والإعلام. ويعزز الموقع الاستراتيجي للمملكة، إلى جانب الدعم الحكومي القوي وإطار الاستثمار الواضح، من جاذبيتها كموقع مربح للمستثمرين العالميين، ومن خلال استغلال هذه الفرص، يمكن للمستثمرين الوصول إلى سوق سريع النمو يتمتع بجمهور شاب متحمس للرياضة وحكومة ملتزمة بإنشاء بنية تحتية رياضية عالمية المستوى. تستغل المملكة الرياضة بشكل استراتيجي كمحفز للنمو الاقتصادي والتفاعل الدولي. ومع مبادرات حكومية كبيرة واتجاهات استراتيجية واضحة، يمثل قطاع الرياضة في المملكة العربية السعودية مجالًا واعدًا للمستثمرين الدوليين الذين يتطلعون إلى الاستفادة من تقاطع الرياضة والترفيه والتنمية الاقتصادية. ومن المتوقع أن يؤدي هذا النهج الاستباقي إلى تحقيق عائدات كبيرة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، مما يسهم في تحقيق أهداف رؤية 2030 الطموحة للمملكة.