المرأة لها دور كبير في حياتنا البشرية وهي ساكنة في قلوبنا، إلا أنها أحياناً مهضومة مظلومة في حقوقها الاجتماعية والعرفية رغم الإباحة الإسلامية. لأنها فئة من المجتمع تتدخل في حياتها الشخصية وتسلط النظر على تصرفاتها وكأنها لا تشارك الرجل في شيء!! وتقف ضد كل ما يستجد عليها. لأن هذه الفئة لا تألف إلا ما كان معروفاً. ولا تفهم إلا ما كان مشروحاً رغم الحضارة الإسلامية والتطورات البشرية الداخلية والخارجية. لذا يجب ان نعطي المرأة الثقة بنفسها والحرية الذاتية بما يخدم مصالحها الدنيوية وفق الشريعة الإسلامية. ومما دعاني إلى تلك المقدمة، هو وقوف فئة من الجنسين ضد زواج المرأة بالمسيار، وقاموا بحملة ضدها بعبارات وكلمات منها (زواج المسيار للمرأة إهانة وظلم) (حقوقها ضائعة) والتي تدعو المرأة إلى الاستسلام والتقيد بما يقال، لأن تلك الفئة لا تقدر ظروفها الحياتية. وفي رأيهم أنهم يخدمون مصالحها وحقوقها بينما نراهم عكس ذلك تماماً!! فيجب أن لا نقف بآرائنا وأفكارنا ضد شيء مباح إسلامياً وفيه مصلحة ودرء للمفسدة (فالإسلام أعطى المرأة حقوقها كاملة حتى تعيش معززة مكرمة ومن ذلك موافقتها على قبول الزوج شرط من شروط عقد النكاح! فنحن لسنا بحاجة إلى رأي امرأة تقف ضد زواج المسيار بسبب الغيرة أو إلى رجل ضعيف القدرة والقوامة. المشكلة لدينا أننا أحياناً نعالج القضايا والمشاكل الاجتماعية بالدغدغة وهذا من باب الحياء فيجب أن نعالج تلك الأمور بالإفصاح والصراح والمصداقية (ولا حياء في الدين) ولا يختلف اثنان على أن زواج المرأة بالزواج المكتمل الشروط ولها مثل ما لضرتها مع تطبيق العدالة في كل شيء! أفضل من زواج المسيار والذي فيه إسقاط لبعض حقوقها كالمبيت وغيره! ولكن للظروف أحكام، فقد تكون المرأة تقبل وتوافق على زواج المسيار لأسباب كثيرة ومنها: الأمور المادية والغريزة الجنسية ورغبة في اكتمال حياتها فالرجل خير جليس وأنيس كالأرملة- والمطلقة والعانس واليتيمة والمتلزمة بمسؤوليات وظيفية كالطبيبة فهي لا ترغب بزوج يقيدها في وقتها أو يحرمها من وظيفتها وكذلكم لديها أولاد كثر فالظروف تجبرها على أن تعيش مع أولادها. وكذلك بعض الرجال لديهم رغبة في التعدد ولكنهم يفضلون زواج المسيار لأسباب منها: 1- قد تكون الزوجة مصابة بحالة صحية أو نفسية أو عين حاسد وهذا المرض لا يساعدها على القيام بواجباتها تجاه الرجل كما أن حالتها لا تتحمل إشهار الزواج فقد يتولد من ذلك زيادة الحالة ومضاعفتها فالإشهار لا يخدم الزوج في شيء بل يؤدي إلى تصدع البيت أو هدمه وهذا يؤثر على تربية الأبناء وعلاقتهم مع الأب أو قد يصل الأمر إلى سوء سلوكيات الابناء. 2- ضعف شخصية الرجل أمام زوجته وخوفه من تبعات إشهار الزواج. 3- المحبة في إسعاد النفس بتجديد الفراش مع القدرة المالية والقوة البدنية سبب في تجديد الحياة الزوجية. 4- السفر: بعض الرجال لديه أعمال تجارية تفرض نفسها فيكون كثير السفر سواء داخل المملكة أو خارجها فالغربة والغربة مشكلة. إن أعداء الإسلام والمسلمين يعرفون بأن الغريزة الجنسيةهي البوابة الرئيسية للفساد واختلاط الأنساب لذا فإنهم يخططون تخطيطاً رهيباً إلى إثارة الغريزة عبر القنوات والوسائل المختلفة وصور تخدش الحياء فيجب علينا نحن المسلمين عندما نرى أعداءنا يخططون لشيء ضدنا ويبدأون بالبناء نسارع إلى هدم ذلك البناء ونتدارك أمورنا، حتى نستطيع أن نقفل بوابة الفساد التي يحرص الأعداء على افتتاحها. إن الطريقة الحاضرة في زواج المسيار غير منظمة وعليها بعض الملاحظات فهي لا تحفظ للمرأة كرامتها ومكانتها أو قد تصبح المرأة كالمكره هذا يقذفها وذا يلقفها مع ضياع حقوقها كزوجة أو قد يكون الهدف المتعة المؤقتة وهذا مرفوض بالبتة لذا فإنني أطالب بإيجاد شروط في عقد النكاح تضمن استمرارية الحياة الزوجية وحتى يصبح زواج المسيار موازياً للزواج الطبيعي ومعروفاً ومألوفاً علماً أنني أعرف أصداء تزوجوا بالمسيار ومن ثم زالت الاسباب وتحول زواج المسيار إلى زواج طبيعي معلناً تطبق فيه العدالة في كل شيء. وهدفي من التشجيع على زواج المسيار هي تلك المصائب التي تقع على رؤوسنا. فكم عدد المشاكل والقضايا التي يتم ضبطها من قبل هيئات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ وكم عدد الأبناء في دور الأيتام؟ وكم من فتاة عانساً وكم عدد المطلقات الساكتات الجالسات؟ وكم عدد الشباب الذين يمارسون العادات المختلفة؟ وكم عدد الرجال الذين يسافرون إلى الخارج؟ وكم عدد الفاشلين في حياتهم الزوجية؟ فالسؤال: لماذا نقف ضد زواج المسيار وهو مكتمل الشروط والاركان ومباح من الناحية الشرعية. ويجب أن نقول الحقيقة بأن ثورة الغريزة بحاجة إلى إشباع فالقائم ليس مثل الساهر!! والشبعان ليس مثل الجائع!! فأين أهل الخير؟ وأين مكاتب التوفيق؟ وأين السماسرة من رجال ونساء؟ وما هو دور المأذون الشرعي؟ ولماذا الأئمة والمؤذنون لا يحرصون على تقديم المساعدة للتوفيق الخيري؟ فالمعروف لدينا حالياً أن من يتولى هذه المسؤولية هي ما تسمى (الخطيبة) بهدف مادي بحت (إما تصيب) وأما (تخيب) فنحن بحاجة إلى مكاتب كالمكاتب العقارية ان من عيش مع زوجة واحدة بحياة يسودها التفاهم والألفة والمحبة والإخلاص فهل أفضل حياة زوجية في الحياة البشرية لأن مشاكل التعدد كثيرة ومؤثرة على حياة الزوج الشخصية خاصة في يومنا الحاضر لأن تربية الأبناء قاسية وصيد نفس النساء صعب للغاية. وكما يقال (عمر المعدد قصير) لكنني أؤيد التعدد وزواج المسيار لمن لديه أسباب ومسببات تدعو إلى ذلك وكما قيل (مكره أخاك لا بطل). علي عبدالله الحسين - بريدة