بناء على تعليمات وزير الخارجية اللبنانية عبدالله بوحبيب، قدّمت بعثة لبنان الدائمة لدى الأممالمتحدة في نيويورك شكوى متطابقة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ومجلس الأمن الدولي، رداً على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي استهدفت مواقع اليونيفيل في جنوبلبنان، وطلب الجيش الإسرائيلي من قوات حفظ السلام، وبشكل غير مشروع، إخلاء مواقعها خلافاً لولايتها التي حددها مجلس الأمن. وأكد لبنان أن الهجمات الإسرائيلية على اليونيفيل تعد سابقة خطيرة وخرقاً فاضحاً للقانون الدولي، ولقرار مجلس الأمن رقم 1701، محذراً من المحاولات الإسرائيلية المتكررة والمتواصلة لتقويض مهمة اليونيفيل، ومن استباحة إسرائيل الشرعية الدولية، وعدم امتثالها أو اكتراثها للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وطالب لبنان في الشكوى باتخاذ موقف حازم وصارم من هذه الاعتداءات التي ترقى إلى جرائم حرب وإدانتها بأشد العبارات، مع التشديد على ضرورة محاسبة إسرائيل على هذه الانتهاكات وردعها لمنع تكرارها، بهدف تجنب سقوط قتلى في صفوف قوات اليونيفيل، وضمان قدرتها على الاستمرار بالوفاء بالتزاماتها المنصوص عليها في ولايتها. فيما تضمنت الشكوى الثانية إلى مجلس الأمن الدولي آثار العدوان الإسرائيلي وتداعياته على القطاع التعليمي في لبنان. وأورد لبنان في الشكوى معطيات وأرقاما عن عدد التلاميذ والأساتذة النازحين، واستعرض عددا من المدارس والجامعات والمباني التعليمية التي خرجت عن خدمتها الأساسية وتحوّلت الى مراكز إيواء للنازحين في مختلف المناطق اللبنانية. وحثّ لبنان الدول الأعضاء في مجلس الأمن على التدخل العاجل والفاعل لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر على أراضيه، الذي أدى إلى حرمان مليون و400 ألف طالب تقريبا من حقهم الأساسي في التعلّم، مما يهدد مستقبل أجيال كاملة من الطلاب ويؤثر سلباً على حالتهم النفسية. وناشد لبنان المجتمع الدولي التحرك فوراً لضمان وقف العدوان على بلاده وحماية حق التعليم كركيزة أساسية لبناء مستقبل مستقر وآمن للبلاد، وكوسيلة لتعزيز ثقافة التنمية والسلام.