استدعت التطورات العسكرية التي حدثت بين إسرائيل وسورية، وسقوط شظايا بعض الصواريخ التي استخدمت في المواجهة في منطقتي البقاع اللبناني وجنوبه، تحركاً عاجلاً لأركان الدولة اللبنانية، فتابع رئيس الجمهورية ميشال عون منذ فجر أمس التطورات التي نتجت من الاعتداءات الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية، وتلقى تقارير عسكرية وأمنية عدة عن مسار هذه الاعتداءات التي طاولت شظاياها أراضيَ لبنانية. وأجرى عون لهذه الغاية اتصالات هاتفية مع رئيسي المجلس النيابي نبيه بري ومجلس الوزراء سعد الحريري الموجود خارج لبنان، وتشاور معهما في الأوضاع المستجدة، وما يمكن أن يتخذ من مواقف حيالها. وتلقى اتصالات من وزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزف عون لمتابعة التطورات. وفي الإطار عينه، اتصل الصراف بقائد قوات «يونيفيل» الجنرال مايكل بيري، وبحث معه في التطورات، وأبلغه «رفض لبنان الخروق الإسرائيلية المستمرة التي تمثلت اليوم (أمس) بغارات وهمية نفذها الطيران الإسرائيلي في أجواء القرى والبلدات الجنوبية»، وشدد على «رفض لبنان وإدانته استخدام إسرائيل الأجواء اللبنانية لتنفيذ غاراتها»، واضعاً إياه في إطار «الانتهاك السافر للسيادة اللبنانية». ودانت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان «الغارات التي تعرضت لها الجمهورية العربية السورية»، وأكدت حق الدفاع المشروع ضد أي اعتداء إسرائيلي». وأكدت أن «هذه السياسة العدوانية التي تمارسها إسرائيل تهدد الاستقرار في المنطقة، لذلك تطلب الوزارة من الدول المعنية كبح جماح إسرائيل لوقف اعتداءاتها». وأشارت الى «أن وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أعطى تعليماته يوم الخميس في 8 شباط (فبراير) إلى بعثة لبنان الدائمة لدى الأممالمتحدة في نيويورك لتقديم شكوى إلى مجلس الأمن بحق إسرائيل لإدانتها وتحذيرها من مغبة استخدامها الأجواء اللبنانية لشن هجمات على سورية». شكوى ضد خروق اسرائيل وفي نيويورك، طالب لبنان الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن بالضغط على إسرائيل لتوقف بشكل فوري انتهاكاتها للأجواء اللبنانية واستخدام الأجواء اللبنانية لشن هجمات جوية على الأراضي السورية. وقالت السفيرة اللبنانية في الأممالمتحدة أمال مدللي في شكوى وجهتها الجمعة الى الأمين العام أنطونيو غوتيريش ورئاسة مجلس الأمن إن الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية مستمرة براً وبحراً وجواً «دون أي احترام للقانون الدولي أو أي اعتبار لقرار مجلس الأمن 1701»، مشيرة الى أن انتهاكات إسرائيل للأجواء اللبنانية «تتكرر أخيراً لتنفيذ غارات ضمن أراضي الجمهورية العربية السورية». وأضافت أن لبنان كان أخطر مجلس الأمن في شكوى سابقة أواخر العام الماضي بخرق الطائرات الإسرائيلية الأجواء اللبنانية «بغارة على الأراضي السورية» في 7 أيلول (سبتمبر) 2017، مؤكدة أن هذه الانتهاكات المتكررة «ترسم نمطاً شديد الخطورة يضاف الى أنماط الخروق اليومية للسيادة اللبنانية ويشكل حلقة جديدة من حلقات زعزعة الأمن والسلم الإقليميين التي تقوم بها إسرائيل». وأكدت مدللي التزام لبنان الكامل القرار 1701، مطالبة مجلس الأمن والمجتمع الدولي ب»ممارسة الضغط اللازم والفعال على إسرائيل لضمان امتثالها التام أحكام القرار بمندرجاته كلها، وتطبيقه كاملاً ودون إبطاء، بما في ذلك وقف كل الخروق للأجواء والسيادة اللبنانية».