على خلفية تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله، شهدت بعض البلدات تجدّد المواجهات، اليوم(السبت)، إذ أطلق الحزب اللبناني أربع رشقات نحو الجليل الأعلى شمالي إسرائيل، محاولاً استهداف مقر قيادة المنطقة الشمالية لجيش الاحتلال، الذي رد بضرب مواقع لحزب الله، طال القصف الإسرائيلي بلدة بليدا الجنوبية وعيتا الشعب. وأعلن جيش الاحتلال رصد إطلاق 55 صاروخاً من جنوبلبنان. ووثقت مشاهد مصورة طوابير سيارات في بلدة العديسة لأهالي قصدوا منازلهم لنقل حاجياتهم من لباس وفرش وعادوا أدراجهم إلى الأماكن التي نزحوا إليها، فيما أفرغ البعض محالهم ومؤسساتهم التجارية. وأظهرت مقاطع مصورة من بلدية ميس الجبل مغادرة السكان عقب تحميل شاحنات بأمتعتهم. وذكرت مصادر لبنانية أن مغادرة السكان تمت بالتنسيق مع الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام الدولية «اليونيفيل»،من أجل ضمان أمنهم وحمايتهم من عمليات القصف المتبادلة. ووفق مصادر جنوبية مطّلعة، فإن عدداً من التجار في بلدتي ميس الجبل والعديسة عادوا لنقل بضائعهم من المستودعات، بالتنسيق مع الجيش وبمواكبة من الصليب الأحمر والقوات الدولية. لكن مصادر مقرّبة من حزب الله، قالت إن النزوح من القرى الحدودية فرضه ضغط القصف والغارات الإسرائيلية. وأضافت أن حسن نصرالله وجّه سابقاً دعوة عامة إلى كل النازحين للعودة إلى حياتهم الطبيعية، إلا أن توسّع نطاق العمليات الإسرائيلية حال دون تحقيق ذلك، مؤكدة أن من حق الناس أن تُقرر ما تريد. يذكر أن نحو 113 ألف لبناني نزحوا من القرى الحدودية منذ تفجر الحرب في قطاع غزة في ال7 من أكتوبر الماضي، ودخول حزب الله على خط المواجهات مع إسرائيل. وكشف أحدث تقرير لمكتب منسّق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، أن أكثر من 113 ألف نزحوا من القرى الجنوبية الحدودية حتى تاريخ 6 سبتمبر الجاري في حين كان عدد النازحين حتى تاريخ 8 أغسطس 102 ألف. وتنتشر المخاوف في أوساط بين اللبنانيين من عملية إسرائيلية قد تكون موسعة، وخارج مناطق وضوابط الاشتباك الحالية. وأسفرت المواجهات الحدودية بين إسرائيل وحزب الله عن مقتل 610 أشخاص على الأقل في لبنان، بينهم 394 من الحزب اللبناني، و135 مدنياً، بحسب ما أوردت وكالة (فرانس برس). فيما أحصت سلطات الاحتلال مقتل 24 عسكرياً، و26 مدنياً على الأقل، بينهم 12 قتلوا في هضبة الجولان السورية المحتلة.