رغم النقلة الكبيرة التي تشهدها الحركة الرياضية في بلادنا في كافة مجالات الرياضة ورغم وجود أقوى دوري قدم للمحترفين في قارة آسيا لدينا وكذلك أقوى دوري عربي إلا أن المنتخب السعودي الأول لكرة القدم ومنذ سنوات يعاني فنيًا ويسجل حضورًا متواضعًا على مستوى القارة الآسيوية التي كان هو سيدها الأول سابقا في تحقيق لقب القارة لثلاث مرات وكذلك الأكثر تأهلا ومشاركة في مونديال كأس العالم. ففي بطولة كأس آسيا التي أقيمت في قطر في الشتاء الماضي خرج المنتخب السعودي أمام كوريا الجنوبية في ثمن نهائي الكأس وبأخطاء فنية تكتيكية من مدربه السيد مانشيني الذي واجه انتقادات واسعة من أنصار الأخضر في طريقة اللعب 3-5-2، التي لا تناسب واقع أداء المنتخب السعودي، حيث لم يتعود لاعبوه على مثل هذه الطريقة، وكذلك تغيير مراكز اللاعبين الأساسية مثل إصراره على نقل سالم الدوسري من الطرف الأيسر إلى اللعب في مركز 10، وازدواجية في أداء اللاعبين في نفس المراكز، فكان بالإمكان أفضل مما كان وقتها وكان الخروج من آسيا غير مستحق ولربما كان متوقعا إعفاء مانشيني بعد الخروج من البطولة القارية الأهم وكذلك السلوك غير اللائق منه عندما غادر الملعب وأدار ظهره قبل انتهاء ركلات الترجيح وهو المدير الفني للمنتخب وهو المسؤول الذي يجب أن يكون متواجدا إلى آخر لحظة.. ومؤخرا انطلقت التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم لعام 2026. شاهدنا مباراة منتخبنا أمام المنتخب الإندونيسي في جدة التي انتهت بالتعادل وخسرنا بالتعادل على أرضنا وبين جماهيرنا وننتظر مباراة الصين القادمة في بكين وأيضا تتبقى مواجهات مقبلة قوية وحاسمة في شهر أكتوبر المقبل مع اليابان والبحرين ويظل الخلل نفسه مستمرا وبكل وضوح، حيث يكرر مانشيني نفس الأخطاء ويصر على نفس الطريقة في الرسم التكتيكي العقيم 3-5-2 ولا تتحول هذه الخطة في حالة الهجوم في ظل عدم وجود رأس حربة صريح للمنتخب حاليا قادر على التسجيل والإنهاء.. ترى ماذا ينتظر مسؤولو الاتحاد السعودي حتى الآن فكل الأمور تشير إلى أن تجربة مدرب الأخضر السعودي هي تجربة مخيبة للآمال وبلغة النتائج الخاسرة أمامنا منذ استلامه مهام الإشراف وتدريب المنتخب قبل عام وحتى الآن.. ويتضح أيضا أنه لا يتمتع بقبول لدى اللاعبين فشاهدنا المشادة الكلامية والجدل بينه وبين حارس المنتخب محمد العويس وهذا يؤكد أيضا أن العمل الإداري والاقتراب من اللاعبين وخلق أجواء جيدة وروح عالية يعتبر ضرورة حالية من أجل تدارك التفريط بالنقاط وبالتالي فقدان التأهل لكأس العالم، لا قدر الله، فما يصنعه المدرب الإيطالي لا يدعو للتفاؤل. وأعتقد أن قرار إعفائه مسألة وقت وليس أكثر، ونتمنى أن لا يطول صدور هذا القرار وتضيع معه أحلام التأهل للمونديال، وأظن أن لدينا مدربين وطنيين مثل الكابتن سعد الشهري، والكابتن صالح المحمدي، فأحدهما إذا منح الثقة والدعم سيذهب إن شاء الله بالمنتخب إلى نتائج أفضل، والأهم مع هذا التغيير هو وجود الدور الإداري الذي أرى شبه غيابه حاليا، فالمنتخب يحتاج إلى كادر وطني يلعب الدور الإداري والنفسي وقوة الشخصية في مساعدة الجهاز الفني الجديد في مهامه، فبدون هذا الدور سيواجه المدرب الجديد صعوبات مختلفة. وفق الله الأخضر السعودي في مشواره بالحلم المونديالي القادم.