كل رحلة أينما كانت وجهتها لا بد أن تقدم لنا شيئاً فريداً يخدمنا؛ علمياً وعملياً.. رحلة نتجاوز بها عثرات الحياة وتحدياتها.. رحلة نكتسب بها الغنائم الثمينة التي لم يسبق أن حصدناها في أي وقت مضى من حياتنا.. من ذلك رحلة «الدكتوراه» التي تعد تكليفاً وتحمُّل الأمانة لا الانتشاء فقط بالحصول على درجة علمية مرموقة. تلك الرحلة الغنية؛ تزداد رونقاً بتنوع ممارساتها وتنوع رفاقها واختلافهم.. نستوعب من محطاتها أن الحياة فترات وانتظارات وعقبات وتجاوزات وشغف وآمال تذهب وتعود.. نجني منها الكثير؛ مثل: الحلم، الصبر، التفاؤل، حسن الظن، الأمانة، العفو، الصفح، الهجر الجميل، تقدير الذات، اتساع الروح، وتقبل الآخرين بمختلف أفكارهم وبيئاتهم. في أثناء تلك الرحلة؛ ندرك تماماً أن النجاح بالرغم من أنه يتسع للجميع إلا أنه من الصعب أن نصل إليه بسهولة وبدون عناء، ندرك أهمية المعرفة التي حصدناها فنعيد تقديمها وتنفيذها بطرائق عدة، وذلك هو الإبداع.. وفي نهايتها لم نعد نستمع لهتافات الأصوات وإن كانت ممن نحب، فقد تعلمنا أن لا نكون إلا نحن بذواتنا، إذ جعلت منا شخصية لا تسعَ لتكمل أحداً ولا تكتمل بأحد.