أكد مفتي الديار المصرية الدكتور نظير عياد، أن العالم مشحون باشتباكات فكرية، واستقطاب حاد، ومحاولات مستميتة لتدمير دول وشعوب باستخدام أساليب متنوعة تستهدف المادة الصلبة للوطن، وهم الشباب، وتسعى إلى قطعهم عن تاريخهم بدعاوى زائفة. جاء ذلك خلال مشاركته في أعمال مبادرة مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة «الشباب العربي حراس التاريخ والهوية»، تحت عنوان «القدس عربية»، والتي انطلقت اليوم (الإثنين) بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة. وقال الدكتور نظير عياد: «التاريخ مُكوِّن قوي من مكونات الهوية والشخصية الوطنية، ومن هنا تأتي أهمية هذا اللقاء لجمع الشباب حول رؤية واحدة، وتبصيرهم بما يخطط لهم، والأخذ بأيديهم إلى ما يجب عليهم، ولبيان حق التاريخ والتراث على الشباب، وموقع التاريخ والتراث من حياتهم». وأضاف: «إذا كان لكل أمة ثروة تعتز بها، ورصيد تدخره لمستقبلها، وقوة تبني عليها مجدها ونهضتها، فإن في مقدمة هذه الثروة الشباب الذي يعد الدعامة الأساسية في المجتمع، والثروة الحية الحقيقية فيه، والأمل المرتجى على الدوام». وأكد أن الإسلام راعى في تشريعه طاقات الشباب وقواهم الكامنة، ووضع السبل التي تعينهم على تسخير تلك الطاقة في الخير والمعروف، وبما يعود عليهم بالفائدة في أنفسهم وأوطانهم، وبما ينفعهم في الدنيا والآخرة. وشدد على أهمية تبني المؤسسات المعنية والحكومات عملًا منظمًا يقوم على إحياء التاريخ وتأكيد الهوية في نفوس الشباب، ووضع برامج واضحة الأهداف، متنوعة الأساليب، مبدعة جاذبة، بعيدًا عن الخطابات الباهتة. وقدم مفتي الديار المصرية خالص العزاء للشعب الفلسطيني الأبيّ في ضحايا مجزرة مدرسة «التابعين» بغزة التي استشهد فيها أكثر من 100 فلسطيني بقصف إسرائيلي أثناء صلاة الفجر، مؤكداً أن آلة الحرب الإسرائيلية المتغطرسة الماكرة لا تراعي دينًا ولا قانونًا ولا عرفًا.