سيطرة سعودية على كؤوس مهرجان ولي العهد    غيوم وفرص متوقعة لهطول أمطار على معظم مناطق المملكة    رحلة في ربوع جازان.. شاطئ الموسم    جمعية الإعاقة السمعية بجازان تنفذ مبادرة عن لغة الإشارة في مستشفي العيدابي العام    جمعية الإحسان الطبية تنفذ برنامج الاستشاري الزائر في مركز الرعاية الأولية بالشقيري    المنتخب السعودي للمعلوماتية يعود إلى أرض الوطن متوجًا بميداليتين عالميتين    منظمة الصحة العالمية تحذر من تفشي الأمراض والجوع في السودان    غزة.. صراع البقاء    أمير الباحة يدشّن مشاريع بلديات وإسكان ب 3 مليارات    الأخضر السعودي تحت 17 عاماً يواجه فلسطين في نصف نهائي غرب آسيا    محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية تتوج بجائزة التميز في الحفاظ على البيئة والتراث الثقافي    «الإحصاء»: 4.9 % ارتفاع ل«غير النفطي» السعودي في 90 يوماً    «التعليم»: سد الاحتياج في «المتوسطة والثانوية» من التخصصات الأكثر وفراً    أمير الحدود الشمالية يقلّد «الشلهوب» و«السعدون» رتبتيهما الجديدتين    «الرابطة» تُدين جريمة قتل الناشطة آيسينور والطفلة بانا    «هيئة الموسيقى» تكشف تفاصيل حفل «روائع الأوركسترا السعودية» في محطته الرابعة بلندن    محافظ حفر الباطن يكرِّم الجهات المشاركة بحملة محو الأمية    أحاديث دافئة بين «عكاظ» ومحمد عبده عن صحته والحب وشظف الماضي والذكريات    تركي آل الشيخ.. يدشن الموقع الإلكتروني لجائزة القلم الذهبي    السعودية ومصر.. علاقات تاريخية    5 نصائح لجعل مرض السكري صديقاً للإنسان    الاتحاد يضم الكولومبي "ريكاردو كارابالو" إلى نادي جدة    «موسى ديابي» خامس أغلى صفقة في العالم    بقاء لودي وإسقاط نيمار يفجر غضب الهلاليين    ربيع سفياني.. لاعب الفتح والنصر والاتحاد والتعاون السابق ل(البلاد): التتويج ببطولة الدوري مع النموذجي.. الأغلى عندي    من يرفع الظلم عن الأهلي؟    محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية تشارك في معرض كتارا الدولي للصيد والصقور    استعداد مبكر    أغبى تصرفات الشركات في خدمة العملاء    بمشاركة أمير القصيم ووزير الإعلام.. استعراض برامج وزارة الإعلام والهيئات المرتبطة بها    حين يكون المسؤول فوق مستوى الطموحات    جدل الصحف الورقية… والافتراضية    شريحة ثورية بهاتف آيفون الجديد    مخلوقات غريبة في أعماق المحيط الهادئ    أمير الكويت يصدر مرسوماً بقبول استقالة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير النفط    تعزيز التعاون الصناعي مع هونج كونج    مفاهيم السعادة    قوة الكلمة الطيبة.. كيف يمكنها أن تغير العالم ؟    تحت رعاية سمو ولي العهد.. تكريم الفائزين بالجوائز الثقافية الوطنية غداً    نصيحة    ثمّن اهتمام القيادة الرشيدة ونقل تقدير أمير المنطقة.. نائب أمير مكة المكرمة يعلن بدء التخطيط الزمني لحج 1446ه    هنا عسير.. «مرحباً ألف»    خادم الحرمين وولي العهد يهنئان رئيس الجزائر بمناسبة إعادة انتخابه لفترة رئاسية جديدة    البروكلي يعالج ارتفاع ضغط الدم    منصة للعلماء والإنجازات الطبية.. أمير الشرقية يرعى المؤتمر الدولي لتطورات "السكري"    تخريج (334) خريجًا من الضباط الجامعيين    مشروع "نسك عناية".. مبادرة نوعية لوزارة الحج    سمو أمير منطقة الباحة يدشن ويضع حجر الأساس لمشروعات البلدية    الدفاع المدني: استمرار هطول الأمطار الرعدية على بعض مناطق المملكة    أمير حائل ونائبه يعزيان أسرة العبيكة    رضا المستفيدين بالشرقية يناقش دراسة مأسسة اعماله    "الجوازات" تصدر 23871 قراراً إدارياً بحق مخالفين لأنظمة الإقامة    قطاع ومستشفى تنومة يُنظّم فعالية التوعية بشرب الماء    اعتماد مدينة سلطان الإنسانية مركزاً لتدريب زمالة تأهيل الجهاز العصبي    رابطة العالم الإسلامي ومكافحة الطائفية    الحوار    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف ثلاث مستعمرات تكاثر لنسور "غريفون الأوراسية"    الديوان الملكي: وفاة الأمير عبد الله بن تركي بن عبد العزيز بن عبد الله بن تركي آل سعود    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاغتيالات.. «تجريب المجرب»
نشر في عكاظ يوم 02 - 08 - 2024

وسط مخاوف من انزلاق المنطقة في موجة تصعيد واسعة، ظهرت أحداث الاغتيالات السياسية التي ضربت العالم خلال سنوات تغيير في سياسة الحروب والصراعات نحو الضربات القاسمة، خصوصاً بعد عمليتي اغتيال طالتا القائد العسكري في حزب الله اللبناني فؤاد شكر في بيروت، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ومرافقه في العاصمة الإيرانية طهران.
ولم يكن اغتيال قائد قوات فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس و9 آخرين في العاصمة العراقية بغداد بضربة أمريكية مطلع يناير 2020 إلا بداية الشرارة الأولى لهذه العمليات التي تحوّلت إلى سلوك للدول والجماعات المسلحة التي تصر على العنف والتصفيات سواء بالقصف الجوي عبر الطيران أو بالمسيّرات أو بالمتفجرات.
فيما لم تزل ظروف مقتل هنية ومرافقه غامضة وسط أنباء أن العملية تمّت بمتفجرات وضعت في مقر إقامته قبل ثلاثة أشهر وتم تفجيرها عن بُعد، فيما يتحدث آخرون عن قصف، لكن إيران تتهم إسرائيل بشكل مباشر بالوقوف وراء العملية مع أن تل أبيب لم تقر حتى اللحظة واكتفت بتأكيد وقوفها وراء قصف ما يسمى بمجلس شورى حزب الله في الضاحية الجنوبية وقتل قائد حزب الله العسكري فؤاد شكر.
ويرى الصحفي الاستقصائي الإسرائيلي رونين بيرغمان في كتابه الشهير «انهض واقتل أولاً: التاريخ السري للاغتيالات المستهدفة في إسرائيل»، أن الاغتيالات سلوك إسرائيلي لا خلاف عليه، وأن هذا الكيان منذ تأسيسه عام 1948 نفذ أكثر من 2700 عملية اغتيال بطرق تقليدية وغير تقليدية وبأدوات متنوعة عبر جهاز استخباراته «الشاباك»، بداية من معجون الأسنان المسموم وحتى الطائرات دون طيار والسيارات المفخخة، مبيناً أن هدف القادة العسكريين التأثير على موازين الصراعات، ونسبة معتبرة من الاغتيالات الإسرائيلية صُمِّمت لتحقيق أهداف سياسية.
ويؤكد تنقل حركة الاغتيالات الإسرائيلية بين فلسطين من خلال تصفية قيادات الفصائل الفلسطينية (محمد الضيف، وصالح العروري) في الأسابيع الماضية وقبلها ضرب السفارة الإيرانية في دمشق واغتيال 7 من مستشاري الحرس الثوري بينهم قياديون أبرزهم العميد محمد رضا زاهدي، ورد إيران بإطلاق عدد من المسيّرات والصواريخ على إسرائيل، إضافة إلى اغتيال عدد من قيادات حزب الله آخرهم فؤاد شكر؛ أن إسرائيل ماضية في سياستها في تصفية خصومها دون الإقرار بأي مسؤولية رغم أن المراقبين يرون أن هذه السياسة هدفها الإبقاء على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في سدة الحكم.
وذكرت صحيفتا لوموند الفرنسية وإلباييس الإسبانية أن سياسة الاغتيالات الموجهة تضع إسرائيل في مأزق ولا تشكّل نصراً إستراتيجياً على أعدائها، بل هي تعبير عن سياسة غير مسؤولة انتهت بوأد مفاوضات وقف إطلاق النار، وقد تحمل الشرق الأوسط إلى حرب شاملة.
وكتبت «لوموند» أن هذه التصفيات التي حوّلها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى هدف لذاته تثبت قدرة إسرائيل على ملاحقة أعدائها، لكن تكرارها يثبت أيضاً، وبشكل غير مباشر، محدوديتها الكبرى، كونها مجرد ضربات تكتيكية لا ترقى إلى أن تكون إستراتيجية، مبينة أن المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل يؤمنان بأن الاغتيالات الموجهة تسمح بحماية إسرائيل وتكسبها الوقت في آن واحد، لكن الوقائع تكذب ذلك، فعمليات التصفية لم تمنع أبداً ظهور بديل للقيادي القتيل يكون أخطر على إسرائيل، لكن نتنياهو حوّل الاغتيالات إلى هدف لذاته وهو العاجز عن تقديم أدنى شكل من أشكال الحلول للصراع.
في حين ترى «إلباييس» أن عمليتي اغتيال هنية وشكر كانتا هجومين كبيرين خارج مسرح القتال المعتاد في غزة، مما يعزز صحة الفرضيات الأكثر تشاؤما باحتمال خروج حرب غزة عن السيطرة، مشيرة إلى أن اغتيال هنية وشكر تصعيد خطير للغاية في الصراع بين إسرائيل وإيران بعدما سجل مستوى دراماتيكياً وبات يقترب من نقطة اللارجوع، التي إذا تم تجاوزها فقد يستحيل معها إيجاد مخرج سلمي للحرب.
الغريب في الأمر أن سياسة الاغتيالات الإسرائيلية أصبحت عدوى تتنقل بين الدول، خصوصاً بعد محاولة اغتيال مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترمب الشهر الماضي، ومحاولة اغتيال رئيس مجلس السيادة قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان بطائرة مسيّرة أثناء حضوره حفل تخرج عدد من العسكريين من الكليات الحربية والجوبة (الأربعاء) الماضي.
وفي ظل هذا التصعيد المخيف، فإن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن شدد على جميع الأطراف في الشرق الأوسط بعدم اتخاذ إجراءات تصعيدية، فيما يقوم دبلوماسيون أوروبيون وأمريكيون بتحركات عاجلة بالمنطقة، لتجنب حرب شاملة واحتواء الأحداث.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن بلينكن قوله: المسار الذي يتجه إليه الشرق الأوسط هو نحو المزيد من الصراع، والعنف، والمعاناة، وانعدام الأمن، ومن الضروري كسر هذه الحلقة والبدء بوقف إطلاق النار في غزة. وبحسب الصحيفة، فإن إسرائيل لها تاريخ طويل في اغتيال أعدائها بالخارج، من ضمنهم العلماء النوويون الإيرانيون والقادة العسكريون.
من جهتهم، قال ثلاثة مسؤولين أمريكيين إن إدارة بايدن تشعر بقلق بالغ من إمكانية أن تعرقل عملية اغتيال هنية في طهران المفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية قوله إن الأمريكيين قاموا بالفعل بتجميع ما لا يقل عن 12 سفينة حربية في المنطقة تشمل حاملة الطائرات «يو إس إس ثيودور روزفلت» وأطقم الحرب البرمائية وأكثر من 4000 من مشاة البحرية والبحارة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.