«الانتقاد» جزء أساس للتفاعل البشري، ودوره البنَّاء مهمٌ لتحسين الأداء والتطور الشخصي والمهني، سواء في العلاقات الشخصية، أو في العلاقات الداخلية للمؤسسات والمنظمات. بمقارنة بسيطة بين قسمي (الانتقاد)؛ البنَّاء (الهادف) وغير البنَّاء، نخرج بالنتيجتين التاليتين: الأول: الانتقاد البنَّاء؛ أداة قيمة واضحة ومحددة ومفيدة، هدفها التطوير والتحسين برقي واحترام بشكل مباشر دون تجنيات، مع التركيز على نقاط القوة التي تقدِّم حلولاً مقترحة وأفكاراً إيجابية، خصوصاً أن هذا الانتقاد الهادف موجه نحو السلوك أو العمل وليس نحو الشخص. الثاني: الانتقاد غير البنَّاء؛ أداة عدوانية مدمرة تدهور العلاقات والأداء، خصوصاً أنه موجه للأشخاص لا السلوك أو العمل، ولذلك يكون محبطاً ومهيناً وغامضاً، غير واضح، وبلا معلومات مفيدة أو اقتراحات للتحسين، فيكون تأثيره سلبياً على الفرد والمجتمع. وفي العجالة التالية أضع بعض النقاط التي توضح التأثيرات السلبية للانتقاد (غير البنَّاء): أولاً: التأثير السلبي على الثقة بين الأفراد؛ فوجوده يُشعر الشخص المستهدف بالإهانة، فيؤثر على ثقته بنفسه وعلى الآخرين. ثانياً: التأثير على أنماط السلبية لدى الفرد؛ فوجوده بشكل متكرر يؤدي إلى تشكيلات سلبية تؤثر بتحول تفكير الفرد إلى فكر غير سديد، وتصرفاته إلى سلوك غير رشيد. ثالثاً: التأثير على أداء الموظفين في بيئة العمل؛ فوجوده يقلل الإنتاجية، ويقوض الأداء العام للفريق أو المؤسسة. لذلك؛ من الضرورة بمكان تعزيز ثقافة (الانتقاد البناء)، وتشجيع التواصل الفعال والإيجابي، لضمان تحقيق النتائج المرجوة، والتطوير المستمر في العلاقات الشخصية والمهنية.