يعيش الداخل الإسرائيلي على وقع صراع محتدم بين السياسيين والعسكر؛ بسبب خلافات حول الحرب على غزة، خصوصا ما يتعلق بافتقاد الخطط الواضحة لنهاية الحرب ومرحلة «اليوم التالي». هذه الخلافات انعكست على اجتماع أمني شابه توتر ضم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس الأركان هيرتسي هاليفي. وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس (الإثنين)، أن القادة العسكريين يمارسون ضغوطا لاعتماد خطط «اليوم التالي» للحرب، والانتقال إلى المرحلة الثالثة التي تقول إسرائيل إنها ستكون «أصغر نطاقاً»، وتهدف إلى الحد من قدرة الفصائل الفلسطينية على تنظيم صفوفها. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن قادة جيش الاحتلال يرون أن عملية رفح جنوب قطاع غزة قاربت على نهايتها، وعلى المستوى السياسي اتخاذ قرارات بشأن «اليوم التالي» للحرب. وأفصح مسؤولون عسكريون خلال الاجتماع، أن خطط اليوم التالي باتت جاهزة، وتحتاج فقط إلى الموافقة عليها، وتحدثوا عن وجود عدة خطط مختلفة. ولفتت الهيئة إلى أن المحادثات جرت بطريقة غير معتادة، على خلفية التوتر القائم بين العسكر والساسة. وكانت وسائل إعلام محلية، قالت إن إسرائيل تستعد لإعلان هزيمة حماس، والانتقال إلى المرحلة الثالثة من القتال في غزة، والتي ستشمل عمليات محدودة داخل القطاع المنكوب. وتوقعت صحيفة «يديعوت أحرنوت» أن تؤثر المرحلة التالية على صفقة تبادل الأسرى، وأن تؤدي إلى تحسين فرص التقدم نحو الاتفاق. وتعتقد الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يعمل حالياً بالفعل في المرحلة الثالثة من الحرب، إذ تقوم ألويته بمداهمة أهداف تابعة لحماس، وهو ما يتم تنفيذه بالفعل منذ حوالى 5 أشهر، خصوصا في شمال غزة. ويعتقد المحلل العسكري في هيئة البث الإسرائيلية نير ديبوري، أن هناك أزمة في المؤسسة العسكرية وصلت إلى حد تسجيل ارتفاع كبير في عدد الضباط الذين يسعون إلى التقاعد من الخدمة العسكرية بسبب حرب غزة. وقال إنه في الأشهر الأخيرة، بدأ القادة العسكريون يدركون وجود أزمة تؤدي للانسحاب من الخدمة العسكرية، خصوصا من قبل الضباط.