سجلات الترفيه ترتفع 24%.. والإقامة القصيرة 22%    "واتساب" يتيح إنشاء الصور الشخصية ب "الذكاء"    ولي العهد يستقبل عضو الحزب الديموقراطي عن ولاية نيوجيرسي بمجلس الشيوخ الأمريكي    إنذار مُبكر للكبار.. "أرامكو" تحسم صفقات عالمية للقادسية    سباعي روشن يتنافسون في ربع نهائي يورو 2024    حقيقة إعلان بيولي تولي تدريب الاتحاد    الهلال يجري أول حصة تدريبية استعدادًا للموسم الجديد    "الشورى" يطالب بتطوير معايير العلامات التجارية    ماكرون يحضّ نتانياهو على «منع اشتعال» جبهة لبنان    «البيت الأبيض»: الرئيس بايدن ماضٍ في حملته الانتخابية    السودان.. القتال يتجدد في أم درمان    ماريو جورجي مدرباً للأخضر تحت 17    الإيقاف يحرم البرازيل من فينيسيوس    %59.88 من مشتركي التأمينات تشملهم التعديلات الجديدة    السجن سبع سنوات وغرامة مليون ريال لمرتكب جريمة احتيال مالي    التزام الكِياسة    الربيعة يتفقد برامج إغاثة متضرري الزلزال في سوريا وتركيا    جامعة أم القرى تبدأ استقبال طلبات القبول    عروض شعبية ببيت حائل    إضافة 205 منتجات وطنية بإنفاق يتجاوز 3.4 مليارات ريال    وزير الخارجية يصل إسبانيا للمشاركة في اجتماع المجلس الأوروبي    «حرس الحدود» بعسير يحبط تهريب 15 كيلوغراماً من الحشيش    جمعية البر بالشرقية تطلق برنامج إرشادي لمكافحة الإدمان    نائب أمير الجوف يعزي التمياط    بن مشيبه متحدثاً لوزارة الحرس الوطني‬⁩    المفتي يستقبل آل فهيد    ضيوف الرحمن يغادرون المدينة المنورة إلى أوطانهم    أمير جازان يتسلّم تقريرًا عن أعمال إدارة السجون بالمنطقة    الوفاء .. نبل وأخلاق وأثر يبقى    الأمير سعود بن نهار يستقبل رئيس مجلس إدارة جمعية اليقظة الخيرية    الحرارة أعلى درجتين في يوليو وأغسطس بمعظم المناطق    مؤشر سوق الأسهم السعودية يغلق منخفضًا عند مستوى 11595 نقطة    الدكتور السبتي ينوه بدعم القيادة غير المحدود لقطاع التعليم والتدريب في المملكة    موسكو تسجل أعلى درجة حرارة منذ 134 عاماً    «الموارد البشرية» تفرض عقوبات على 23 صاحب عمل وإيقاف تراخيص 9 مكاتب استقدام    سمو محافظ الخرج يستقبل رئيس غرفة الخرج    محلي البكيرية يناقش الأمن الغذائي للمنتجات الزراعية وإيجاد عيادات طبية    بدء أعمال الصيانة ورفع كفاءة وتطوير طريق الملك فهد بالدمام اليوم    تحسن قوي بالأنشطة غير النفطية في يونيو    الأمان يزيد إقبال السياح على المملكة    بناء محطة فضائية مدارية جديدة بحلول عام 2033    البرتغاليون انتقدوا مهنيتها.. «قناة بريطانية» تسخر من «رونالدو»    «كفالة»: 8 مليارات تمويل 3 آلاف منشأة صغيرة ومتوسطة    تجسيداً لنهج الأبواب المفتوحة.. أمراء المناطق يتلمسون هموم المواطنين    وصول التوأم السيامي البوركيني الرياض    أمير الشرقية: مشروعات نوعية ستشهدها المنطقة خلال السنوات المقبلة    90 موهوبًا يبدأون رحلة البحث والابتكار    التعليم المستمر يتابع سير الحملات الصيفية لمحو الأمية بالباحة    أزياء المضيفات    ازدواجية السوق الحرة    أمير القصيم ينوه بعناية القيادة بالمشروعات التنموية    هنّأ رئيس موريتانيا وحاكم كومنولث أستراليا.. خادم الحرمين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    الحج .. يُسر و طمأنينة وجهود موفقة    تأثير التكنولوجيا ودورها في المجتمع الحديث    طه حسين في المشاعر المقدسة 2-1    "التخصصي" يجري 5000 عملية زراعة كلى ناجحة    أمير القصيم يكرّم عدداً من الكوادر بالشؤون الصحية في المنطقة    "الطبية" تعالج شلل الأحبال الصوتية الأحادي لطفل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحاج الخفي!
نشر في عكاظ يوم 01 - 07 - 2024

يستطيع المرء أن يزعم؛ وبكل اطمئنان وثقة، أنّ المملكة العربية السعودية أصبحت رائدة العالم في مجال إدارة الحشود. وهو زعم يعضده النجاح المضطرد في مواسم الحج التي ظلت المملكة تسجله في مضابط التميز الباهر، والحرفية العالية، حتى في أحلك الظروف وأعقدها، ولنا في موسم «الجائحة» العبرة والمثال على حسن صنيع المملكة وقدرتها على إدارة الحشود، بمستوى فاق التوقعات.
هذا الموسم، قدّمت المملكة المثال الأرقى، والنموذج الذي يجب أن يحتذى عالميًا، وهي تضع الحج تحت شعار «يسر وطمأنينة»، فبلغت بالتيسير غايته القصوى إلى حدّ الرفاهية، فكان أن سهّلت أولًا إجراءات الحج عبر مبادرة طريق مكة المكرمة، التي اتسعت دائرتها وباتت تشمل العديد من الدول، بما قلّص من زمن الإجراءات، وأعان الحجاج على الوصول الآمن والسريع إلى الأراضي المقدسة، مصحوبًا ذلك وضمن المبادرة نفسها بخدمة فرز وترميز الأمتعة، وبقية الخدمات اللوجستية المساندة في المبادرة.
كما شملت خدمات المملكة للحجاج تنويع وسائل النقل، وزيادة فاعلية قطار الحرمين وقطار المشاعر، والنقل الترددي، كما دخل «الاسكوتر» ضمن منظومة النقل في الحج هذا العام، أضف إلى ذلك تنفيذ تجربة «الأرصفة الباردة» في منطقة رمي الجمرات، وإضافة طبقة عازلة للحرارة في الممرات، لوقاية الحجاج من ارتفاع الحرارة، حسب توقعات الأرصاد.
وعلى المستوى البيئي والصحي، شهدنا اهتمامًا متعاظمًا، وخدمات على أرقى المستويات وغيرها من الخدمات التي بادرت بها المملكة تحقيقًا للجزء الأول من شعارها «يسر»..
أما فيما يخص الطمأنينة، فقد وضعت الجهات الأمنية خططها، وأعلنتها بحزم وعزم أن «أمن الحج خط أحمر»، وأن لا تهاون مع أي شعارات سياسية ترفع، أو تجاوزت أمنية، وأن «لا حج إلا بتصريح»، ضبطًا للتفلت، وصيانة لحق الحجاج في أداء مناسكهم بيسر وسهولة وأمان، فكان الانضباط في الرصد، والانسيابية في التفويج، والمعالجة الآنية لكل ما يطرأ، والمحاسبة الفورية لكل متجاوز، والمحصلة التي انتهينا إليها، موسم ناجح بكل المقاييس، بإشراف القيادة الرشيدة على هذا الإنجاز، الذي ظلت تحرسه بعينها الرقيبة، وتوجيهاتها السديدة.. فكانت الإشادة من الداخل والخارج تترى كفاء ما تم من نجاح باهر، ظلت مؤشراته مبذولة للجميع، ومشاهدة على أرض الواقع.
أصبت بالدهشة، لعدم استيعاب ما ورد في الأخبار عن اصطناع المركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة «أداء»، ل«الحاج الخفي»، بوصفه -حسب زعمه- أسلوبًا مبتكرًا، لقياس أداء 81 خدمة تقدمها 18 جهة حكومية، مع قياس مدى رضا المستفيدين، بحيث يؤدي «الحاج الخفي» مناسكه كبقية الحجاج، مضيفًا إليها مهمة رصد وحصر أداء الجهات الحكومية، في كل مراحل الحج، والغاية من ذلك «تحديد الفرص وتحسين وتطوير الخدمات العامة، بما يتم على إثرها تحليل النتائج ودراستها وإعداد التقارير لمتخذ القرار، بحيث يمكن توظيفها في دعم عمليات تحسين وتطوير الخدمات المقدمة من الأجهزة العامة»..
هذا «التخفّي» لا أجد له أي مبرر على الإطلاق، فليس ثمة ما هو مخفي عن أحد حتى يتخفّى أحدٌ ويصطنع دورًا لا يلائم قدسية المكان، ولا توفر المعلومة المبذولة لطالبها من كافة الجهات، بل إن المؤتمرات الصحفية الدورية التي تعقدها الجهات المعنية ظلت توفر المعلومات وتفتح المجال أمام السائلين بكل شفافية، فضلًا عن كون القيادة الرشيدة، على متابعة وإحاطة بكل ما يجري في الحج.. إذًا فهذا «الحاج الخفي»، لا حاجة له على الإطلاق للتخفّي، فقد كان بوسعه أن يتوجّه بصفته الوظيفية ويسأل ليجد المعلومة مبذولة له بيسر وشفافية، ويمكنه أن يُسرّح بصره في فضاء المناسك كلها ليلتقط ما شاء من ملاحظات ويرفعها للجهات المسؤولة، دون أن يخفي هويته، فلئن كانت «أداء» قد ماثلت «الحاج الخفي» ب«الصحفي الخفي» فقد أخطأت التقدير، ذلك أن الصحفي الخفي يقصد جهات تتأبى عليه بالمعلومة، وتخفي نشاطها، وترتكب مخالفات وجرائم يتعصّى الوصول إليها إلا بالحيلة والأساليب غير المباشرة، وهو نشاط يتلاءَم وصحافة الاستقصاء، وهو مخالف كل المخالفة لشعيرة الحج، كما أسلفت، وحتى لو فرضنا جدلًا أن هذا «الحاج الخفي»، ذاهب باتجاه استطلاع الحجاج حول الخدمات المقدمة لهم، ومدى جودتها، فإنه بهذا «التخفّي» يفترض بالحجّاج عدم الصدق والأمانة إن هو أفصح عن هويته الأصلية، فهل هذا يليق بمن حج ووقف بعرفات، ويأمل أن يعود إلى وطنه كيوم ولدته أمه؟ أفيكون أول عهده بالصفحة الجديدة أن يكتب فيها كذبًا أو تدليسًا!؟
أفهم المقصد النبيل ل«أداء»، وسعيها لتقديم أصدق المعلومات للجهات ذات الصلة حتى نصل بمملكتنا إلى الغاية المنشودة من الرفعة، ولكنها -برأيي- أخفقت باصطناعها ل«الحاج الخفي»، فما له دور بهذه الصفة، ولا هو مكانه المناسب في الحج؛ وإن وجدت «أداء» غير ذلك، ورأت في «الحاج الخفي» وسيلتها المثلى لتحقيق مقصدها؛ فلا أقلّ من أن تنصحه بنزع «الصديرية» التي يرتديها وعليها شعار المركز، وإلا فما معنى التخفّي إذًا؟!
وكل عام وأنت بخير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.