3.5% معدل البطالة لإجمالي سكان السعودية في الربع الأول من 2024    المنتخب السعودي يتأهل للدور نصف النهائي لبطولة الديار العربية    نشاط في الرياح المثيرة للأتربة مع درجات حرارة مرتفعة    أيها الستيني.. هذا الصمام يهدد حياتك ! انتبه    القيادة تعزي ملك المغرب في وفاة والدته    النصر يكشف النقاب عن برنامجه الإعدادي للموسم الكروي الجديد    الرئيس المصري يلتقي رئيسة المفوضية الأوروبية    "المركز الوطني الأمريكي": العاصفة المدارية بيريل تتحول إلى إعصار    مهرجانات القصيم.. نشاط اقتصادي يجذب المتنزهين    إنجلترا تخشى سيناريو 2016.. إسبانيا في منعطف جورجيا    ديموقراطيون يسعون إلى إقناع بايدن بوقف حملته الانتخابية    رحلة إبداعية في عالم "تخيّل مونيه" في موسم جدة 2024    سعوديون يحققون إنجازاً عالمياً بأولمبياد البلقان    عودة صغير المها إلى "لينة التاريخية"    المملكة تستثمر الطبيعة    براءة بنزيما.. وشعبوية الناظر    صفقات الأندية للموسم الجديد    سياحة داخلية    بدء تطبيق نظام حماية المُبلِّغين والشهود والخبراء والضحايا    دعوة المواطنين السعوديين لمغادرة الأراضي اللبنانية فوراً    26 % من الهواتف المحمولة في أوروبا الغربية تتضمن تقنية 5G    تجربة إثرائية في المدينة المنورة    رئيس الجزائر يعزي ملك المغرب بعد وفاة والدته    نجاح عملية ترميم سقف حلق لطفلة    المملكة تدين توسيع الاستيطان في الضفة الغربية    في بطولة كوبا أمريكا.. فنزويلا تطمح لمواصلة انتصاراتها.. والمكسيك للتعويض أمام الإكوادور    في ثمن نهائي يورو 2024.. إنجلترا تواجه سلوفاكيا.. وإسبانيا تصطدم بجورجيا    بعد انضمامه إلى القادسية.. ناتشو: فضلت" روشن" على الاستمرار مع الريال.. والدوري الأمريكي    شعوب نبيلة.. وحكومات مختطفة.. !    السعودية تعزز الاستخدام السلمي والمستدام للفضاء الخارجي    مجتمع آمن وحيوي ووطن خالٍ من السموم.. معرض الداخلية يعزز التوعية بأضرار المخدرات    خادم الحرمين الشريفين يأمر بترقية وتعيين 154 قاضياً    متطلبات تراخيص صالونات الحلاقة تعزز «مكافحة العدوى»    تعزيز الصداقة البرلمانية والتعاون مع طاجيكستان    "سيتي ووك".. الوجهة المثلى لعشاق الترفيه.. «قرية الرعب» وليالي القاهرة في موسم جدة    المملكة قوة صناعية رائدة ومنصة لوجستية عالمية    فن شعبي يتناقله المجتمع جيلاً بعد آخر.. «حداء الإبل».. لغة تواصل ضمن التراث الثقافي    2000 رحلة عبر السكوتر لتيسير تنقّل الحجاج    طريق السعادة ..    قف عند الشبهات    منظومة متكاملة بأعلى معايير الجودة.. جاهزية عالية لموسم العمرة    خارطة سياحية جديدة في المنطقة.. "صيف في عسير.. تراها تهول"    دعاء السفر والحقيبة !    في معرض سيئول الدولي للكتاب.. تدشين كتاب "المعلقات" باللغة الكورية    «الجوازات» جاهزة لاستقبال المعتمرين لعام 1446ه    ضبط 13445 مخالفاً للإقامة والعمل خلال أسبوع    مكاسب للأحساء بشبكة المدن المبدعة    «مكافحة المخدرات» تقبض على مقيم بالمدينة المنورة لترويجه «الشبو»    بر الوالدين وتوسيع الاهتمام    خدمة ضيوف الرحمن شرف لنا    فريق مبادرون التطوعي ينفذ مبادرة "على خطى النبي صلى الله عليه وسلم نفوز بسنة المشي"    "الثوم" يخفض نسبة الكوليسترول بالدم    "كبدك" تشارك في معرض توعوي للوقاية من أمراض الكبد    "المسكنات" تسبب اضطرابات سلوكية خطيرة    فقدان الجنسية السعودية من امرأة    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على الأميرة هدى بنت عبدالله الفيصل آل فرحان آل سعود    أمير عسير يُعلن إطلاق موسم الصيف 2024 بشعار "صيّف في عسير.. تراها تهول"    محافظ الطائف يزف 9321 خريجاً في حفل جامعة الطائف للعام 1445ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زيارة الغذامي أصابتنا بعين
نشر في عكاظ يوم 28 - 06 - 2024

لم يحمل زملائي في فرع جمعية الثقافة والفنون في الباحة على (محمل الجدّ) اقتراحي عليهم دعوة الدكتور عبدالله الغذامي لزيارة الفرع وتقديم محاضرة عن (عقلانية أو لا عقلانية الشاشة) في العشر الأواخر من نوفمبر 2018، وذلك لبُعد الشقة كما ظنوا، وارتقاء طموحنا مرتقى صعباً، بحكم سمو مكانة القامة الأدبية، وتغليبهم اعتذاره، إلا أن ثقتي بقبول (أبو غادة) الدعوة لم يتطرق إليها أدنى احتمال أو شك؛ لما عهدته فيه من إيجابية منذ عرفته مطلع الألفية الثالثة.
وبرغم أن صاحب (حكاية الحداثة) كان يمر بظروف صحية، إلا أنه رحّب، وقال: مجيئي مشروط، بأن لا أتقاضى أي مبلغ مالي، ولا أتسلم درعاً. وأضاف قائلاً: وإن كانت إمكانات الجمعية لا تساعدها في توفير تذكرة وسكن (فلا تشيل همّها)، فهذه فرصة أن أكون بين أهلي في منطقة عزيزة وأهلها كرام، وطلب مني تحديد الموعد وإشعاره قبلها بيوم أو يومين. بالطبع لم أشعره لعدم إيماني بالبروتوكول الثقافي، بل بعثت له بالبروشور المخصص للنشر، والتذكرة، وكان موعد وصوله إلى مطار الباحة ظهر الثلاثاء.
تم إعلان المحاضرة، ونشرناه بجهود الزملاء، وأصبحنا في يوم المحاضرة على مرضاة الله، وقبل التوجه لاستقبال ضيفنا السخيّ بأخلاقه وأدبه، بعث إلينا رسالة بأن الرحلة تأخرت؛ لأسباب (لا دخل للخطوط السعودية فيها)، فتذكرتُ فوراً تشاؤم البعض، واستبعاد البعض قدوم الضيف، واستكثار البعض علينا مثل هذه الاستضافة، ومن ساعة تأخير لساعات، حدّ أني قلتُ للزملاء (عين ما صلّت على النبي) أصابتنا، وعقب صلاة المغرب كانت قاعة الأمير حسام تكتظ بحضور المتشوقين للالتقاء بالكبير الغذامي، إلا أن الرحلة لم تُقلع إلا مع السادسة والنصف، ولم نُشعر أحداً بأي شيء، فالموعد الساعة الثامنة، وما زال هناك أمل بأن تقام المحاضرة في موعدها، ولم تكد تنقضي صلاة العشاء، ويُتبع البعض فريضته بالنافلة إلا و(أبو غادة) على المنصة.
كنتُ مستعجلاً في تقديمي لعرّاب الحداثة السعودية، ولم أزد عن قولي: ضيفنا قضى في مطار الرياض سبع ساعات، ومنزله العامر لا يبعد عن المطار إلا نصف ساعة، لكنه مكث في قاعة المسافرين، يتبادل الحديث، مع معارف وركاب بأريحية قلّ ما تجدها في مثقف مع احترامي للجميع.
قدّم الورقة وتحاور مع الحضور، وطلب عرض كل الأسئلة والمداخلات، ولم نخرج إلا منتصف الليل، وأكمل الحوار في مبنى الجمعية، ولم يتناول العشاء الذي اجتهد فريق العمل في إعداده، وقال، سأكتفي ببعض الفاكهة.
لم يكن الغذامي يقدّم ورقة عمل في فعالية ثقافية، بل كان يعطينا دروساً في اللباقة واللياقة واحترام الناس، ويربّي وعينا على أن الثقافة سلوك والتزام وسماحة نفس، وكانت الدهشة تعقد ألسن نخبة المدعوين، فالضيف المتفرد في حضوره، (بكل ما تعنيه الكلمة) انشغل بالردود والمناقشات، وقضى ما يقرب من ساعة واقفاً أمام الجمعية، إلى أن انفض السامر.
أوصلناه للفندق، وكنا نحاول تمديد الزيارة يوماً إضافياً، إلا أنه استيقظ قبلنا، ووجدته في البهو يتجاذب أطراف الحديث مع موظفي الفندق الذين كانوا يلتقطون معه صوراً تذكارية، فاقترحنا عليه نفطر (فول) فقال عندكم فوّال شهير، وتوجهنا إليه، وأكاد أجزم أنه كان في غاية السرور وهو يصافح المُسلّمِين عليه، والمرحّبين به، وكانت عناية الجميع به بمن فيهم الذين يعرفونه عن بُعد، مصدر اعتزازنا، وأقنعناه بجولة سريعة على السوق الشعبي؛ لنشتري له (كادي ذي عين وريحان وبعيثران الأصدار)، وأتبعناها بجولة على غابة رغدان، ثم توجهنا بسعادته إلى المطار.
أيُّ كتابة مُنصِفة عن (الغذامي) هي شهادة حقّ، وواجب وبيان لا ينبغي أن يتأخر، ليعرف مشاعرنا تجاهه، باعتباره نموذجاً إنسانياً وثقافياً وطنياً، تحسدنا عليه شعوب وقبائل الثقافة.
اقترح الصديق عبدالعزيز النصافي جمع مقالات الأحبة عن الحبيب الغذامي، وسألني: ماذا كتبتَ عن أستاذ الأجيال؟ قلتُ: عندي مقال جاهز من سنين، حجبته (كورونا) لا أعادها الله، فقال: هاته، فقلتُ: سمّك، هذا هو.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.