فيما يتصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل، حذرت أمريكا وروسيا اليوم (الخميس)، مواطنيهما من السفر إلى لبنان حتى تهدأ الأوضاع في جنوب البلاد. جاء ذلك بالتزامن مع معلومات نشرتها وسائل إعلام لبنانية أكدت فيها أن وزارة الخارجية الهولندية حثت مواطنيها على مغادرة لبنان بسبب خطر التصعيد على الحدود مع إسرائيل. وأعلنت العديد من الدول الأوروبية والإقليمية نيتها إجلاء رعاياها من لبنان بسبب الأوضاع التي تنذر بتصعيد المواجهات بين إسرائيل وحزب الله المستمرة منذ أشهر، ومنها وزارة الخارجية في مقدونيا الشمالية، التي وجهت نداء، الأحد الماضي، إلى مواطنيها لمغادرة لبنان، على خلفية التصعيد ذاته. وحثت كندا مواطنيها في لبنان على مغادرة البلد طالما هم قادرون على ذلك، محذرة من خطر تصاعد العنف بين إسرائيل وحزب الله اللبناني. في غضون ذلك، قال وزير خارجية النمسا ألكسندر شالينبرج، اليوم، إنه اتفق مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي على أن تصاعد العنف على الحدود مع إسرائيل عواقبه وخيمة على الأمن والاستقرار. وكتبت شالينبرج على حسابه في «إكس»، أنه تحدث مع ميقاتي بشأن الوضع على طول الخط الأزرق، واتفقا على أن أي تصعيد إضافي للأعمال العدائية سيكون له عواقب وخيمة على الأمن والاستقرار في المنطقة وخارجها، مشدداً على ضرورة ضمان سلامة جنود حفظ السلام التابعين لقوة حفظ السلام المؤقتة في لبنان (يونيفيل). ميدانيا، قُتل عنصر من حزب الله يدعى علي أحمد علاء الدين في استهداف دراجة نارية في سحمر بالبقاع الغربي اللبناني. وبحسب وسائل إعلام لبنانية، فإن القصف الإسرائيلي على لبنان استخدمت فيه قذائف الفوسفور الأبيض المحرمة دولياً. من جهتها، نقلت إسرائيل اليوم عن مراقب الدولة في رسالة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله: «إسرائيل ليست مستعدة للحرب في الشمال، ووزيرا الدفاع والداخلية يتجادلان، ولسنا مستعدين لإجلاء السكان في حال نشوب حرب، ولا مجال لحالة عدم التوافق التي استمرت فترة طويلة، وهناك حاجة لعمل موحد ومنظم». بالمقابل، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اليوم تواصل الاستعداد والتدريب على سيناريوهات الحرب في جبهة لبنان، مشيراً إلى أن لواء جولاني وجنود احتياط قاموا بمناورات عدة على مدار الأسبوع. وأوضح الجيش الإسرائيلي أن كتائب تابعة ل«جولاني»، و«اللواء 188» أجرت محاكاة حرب للسيناريوهات على الجبهة الشمالية في مناطق وعرة بشأن طرق التعامل مع التهديدات المختلفة، بالتعاون مع قوات المشاة، والمدرعات والمدفعية. ولفت إلى أن هناك تدريباً آخر للواء المظليين الاحتياطي 55، بشأن سيناريوهات قتالية مختلفة في التضاريس الجبلية المعقدة. ويأتي ذلك على وقع تصعيد كبير في الوضع العسكري بجنوبلبنان بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، ووسط تحذيرات أوروبية وأمريكية من احتمال خروج الأمر عن السيطرة واندلاع حرب شاملة في المنطقة.