حذّر أطباء مختصون من الإصابة بالدوالي، ونصحوا بضرورة الوقاية منها ومعالجتها فور ظهورها، وعدم التباطؤ في علاجها. وأوضحوا أن دوالي الساقين، قد تتسبب في جلطات دموية في الأوردة المصابة ما يؤدي إلى عواقب وخيمة من «الانصمام الرئوي»، وقد تظهر بعض التقرحات على الجلد بالقرب من منطقة الدوالي المصابة عند الكاحلين. وأبان الأطباء أنها تظهر، في بادئ الأمر، بقعة متغيرة اللون قبل أن تظهر التقرحات. وأرجع المهتمون بصحة الإنسان بعض أسباب الإصابة بهذا المرض، إلى طول فترة الوقوف وإلى التاريخ المرضي للعائلة والوزن الزائد والتقدم في العمر وإلى فترات حمل النساء. وتوضح استشارية طب الأسرة بمركز صحي الفضيلة التابع لمستشفى الملك عبدالعزيز بجدة الدكتورة إيمان القرشي، أنّ أعراض دوالي الساقين تبدأ بظهور أوردة بارزة على الساقين ملتوية ومتضخمة، كأنها حبال بارزة تحت الجلد باللون الأزرق أو الأرجواني أو الأحمر، مع ألم وثقل في الساقين خصوصاً في الأمسيات أو بعد الوقوف أو أثناء الجلوس لفترات طويلة، والشعور بالتعب في نهاية اليوم مع ظهور تورم للقدمين والكاحلين، وقد يشعر المصاب بالحرقان أو الحكة حول الأوردة المصابة، والبعض يصاب بجفاف وتقشر في الجلد، وقد تظهر في بعض الحالات النادرة كتقرحات في الساق. أوردة عنكبوتية متشعبة أرجعت طبيبة الأسرة إيمان القرشي، سبب تسمية المرض بدوالي الساقين، كونه ناتجاً عن ضعف في صمامات الأوردة، ما يسمح للدم بالتدفق للخلف والتجمع في الأوردة، ويؤدي إلى توسعها وتضخمها، فيما يسميه البعض بالأوردة العنكبوتية، لمظهرها المتشعب الذي يشبه شبكة العنكبوت. وبينت أن أماكن ظهور الدوالي عادةً في الساقين السفلى؛ أي من الفخذين إلى الكاحلين؛ لأن هذه المنطقة من الجسم هي الأكثر عرضة لضغط الدم، فيما تتركز الدوالي بشكل خاص في الجزء الداخلي للساقين، إذ توجد الأوردة السطحية بالقرب من سطح الجلد، ومع ذلك، يمكن أن تظهر في أي مكان في الساقين، بما في ذلك الفخذان على الجزء الداخلي أو الخارجي، خلف الركبتين أو على جانبي الركبتين، في الجزء الأمامي أو الخلفي أو الجانبي للساقين، على الجانب الداخلي أو الخارجي أو أعلى الكاحلين، وفي حالات نادرة، قد تظهر في مناطق أخرى من الجسم، مثل الذراعين أو الصدر. الخطورة في مضاعفات المرض استشارية طب الأسرة القرشي، أوضحت أن الوقوف فتراتٍ طويلة يلعب دوراً كبيراً في الإصابة بدوالي الساقين محدثا أسباب عدة؛ منها الضغط على الأوردة، ما يجعل من الصعب على الدم العودة إلى القلب، إلى جانب ضعف الدورة الدموية في الساقين ما يقلل من تدفق الدم إلى الأوردة وتراكم الدم، مما قد يؤدي إلى تمددها وتضخمها، مؤكدة في نفس الوقت، أن الأشخاص الذين يمضون ساعات طويلة في الوقوف هم أكثر عرضة للإصابة بدوالي الساقين؛ ومنهم الممرضات والممرضون، المعلمون، عمال المصانع، الحلاقون، البائعون؛ لذا ننصحهم بالتحرك كل 30 دقيقة حتى لو خطوات في نفس المكان، مع ارتداء الجوارب الضاغطة، ورفع الساقين فوق مستوى القلب قدر الإمكان كلما أمكن، والحفاظ على وزن صحي، وممارسة الرياضة بانتظام. وأشارت الطبيبة بمركز صحي الفضيلة بجدة الدكتورة القرشي، إلى أن الإصابة بهذا المرض ليس خطراً على صحة الإنسان، لكن الخطورة تكمن في الإصابة بالمضاعفات المتمثلة في التهاب الجلد مع حكة حول الأوردة المصابة، وظهور بقع حمراء وجافة ومتقشرة على الجلد وتقرحات في الساق، خصوصاً في الجزء الداخلي من الكاحلين، والتهاب الوريد السطحي المسبب للألم والاحمرار والتورم في المنطقة المصابة، وجلطات للدم في الأوردة المصابة، خصوصاً في الساقين، وقد تنزف الأوردة المتضخمة، خصوصاً إذا كانت قريبة من سطح الجلد، وألم شديد خصوصاً في المساء أو بعد الوقوف أو الجلوس فتراتٍ طويلة، وإرهاق خصوصاً في نهاية اليوم، وقد يشعر المصاب بصعوبة المشي بسبب الألم والتورم في الساقين، واكتئاب وقلق، لذا من الضروري مراجعة الطبيب والحفاظ على وزن صحي والإقلاع عن التدخين. إلى النساء.. بعضكن في خطر طبيبة الأسرة القرشي، قرعت ناقوس الخطر لدى النساء، وأشارت إلى أنهن أكثر إصابة بدوالي الساقين من الرجال، لأسباب عدة؛ منها العوامل الهرمونية كالحمل، إذ تؤدي التغيرات الهرمونية خلال الحمل إلى زيادة تدفق الدم إلى الساقين، ما قد يؤدي إلى تمدد الأوردة وتضخمها. ومن الأسباب الدورة الشهرية إذ يمكن أن تؤدي التغيرات الهرمونية إلى تفاقم أعراض الدوالي، وهناك مرحلة انقطاع الطمث إذ تفقد النساء هرمون الإستروجين، ما قد يؤدي إلى ضعف جدران الأوردة وزيادة خطر الإصابة بدوالي الساقين وكذا العوامل الوراثية التي تلعب دوراً مهماً في الإصابة. وتشير الاستشارية بمركز صحي الفضيلة بجدة القرشي، إلى إصابة 40% من النساء الحوامل بالمرض، وتزداد فرصة الإصابة خلال الحمل بسبب زيادة حجم الدم في الجسم بنسبة 50% تقريباً خلال الحمل ما يضع ضغطاً إضافيّاً على الأوردة في الساقين، والتغيرات الهرمونية إذ تزداد مستويات هرمون البروجسترون خلال الحمل، مما يؤدي إلى استرخاء جدران الأوردة ويجعلها أكثر عرضة للتمدد، ونمو الرحم إذ يضغط الرحم المتضخم على الوريد البطني السفلي، مما يعيق تدفق الدم من الساقين إلى القلب. لا للرياضة العنيفة يتفق عضو هيئة تدريس بكليات الهيئة الملكية مدرب اللياقة البدنية أخصائي التغذية الرياضية الدكتور حاتم حامد الحربي، مع الاستشارية القرشي، في أسباب الإصابة بدوالي الساقين، مشيراً إلى أهمية مراجعة الطبيب حال الشعور بأي من تلك الأعراض؛ ومن أهمها ظهور انتفاخ أو تضخم في الأوردة الدموية للساقين والقدمين، وقد تكون الدوالي بلون أزرق أو أرجواني داكن، في حال حدوث تصلب الأنسجة تحت الجلد وحدوث الأكزيما وتغير لون البشرة. هل يشكل الدوالي خطراً على أطراف الإنسان، أو تصيبه بالجلطات الدموية؟ يجيب مدرب اللياقة البدنية أخصائي التغذية الرياضية الدكتور الحربي: هناك علاقة بين دوالي الساقين والجلطات السطحية في الساق، فالدوالي من أبرز العوامل لتكون الجلطات الدموية في الأوردة السطحية، وهذا يرجع إلى أن الدوالي تسبب في انتفاخ أوردة الساقين، ولذلك ننصح المصاب بممارسة الرياضة بجهد بسيط أو متوسط بانتظام واستمرارية، مع أهمية استشارة طبيب متخصص في نوع النشاط الرياضي قبل ممارسته وارتداء حذاء طبي، وإن كانت رياضة المشي من الطرق الفعالة المساعدة على تدفق الدم في الساقين، وتأتي رياضة السباحة خياراً رائعاً لا تشكل ضغطاً على المفاصل وتساعد في خساره الدهون، مع ضرورة التحكم في الوزن، والاعتدال وعدم الإفراط في ممارسه الرياضة القوية. البقع البيضاء ليست دلالة استشاري جراحة الأوعية الدموية الحاصل على البورد الفرنسي بجراحة الأوعية الدموية والقسطرة الدكتورة حافظ البلوي، أوضح أن الدوالي تحدث عندما يضعف جدار الوريد وتفشل صماماته؛ التي من المفترض أن تمنع الدم من النزول إلى الأسفل، وبالتالي يتراكم الدم مما يؤدي إلى تضخمه وظهوره بشكل ملتوٍ ومتعرّج، وأن مناطق ظهور الدوالي من شخص لآخر تختلف، ولكن الساقين هما المنطقة الأكثر شيوعاً، ويمكن أن تتطور الدوالي أيضاً في الفخذين، الحوض، البطن، الصدر والرحم، فالدوالي قد تختلف بالحجم والشكل قد تكون متمددة أو متفرعة، وكذلك الأعراض تختلف من شخص لآخر، إذ يمكن أن تكون الدوالي مجرد مشكلة سطحية دون أعراض (في البدايات)، أو قد تسبب ألماً وثقلاً وحرارة بالأقدام، وكذلك تورم القدم والساق والشعور بالتنميل. ويضيف استشاري جراحة الأوعية الدموية الطبيب البلوي، بقوله: على الرغم من أن الدوالي قد تسبب شعوراً بالتعب والإجهاد وكذلك الثقل بالساقين، إلا أنها نادراً ما تؤدي إلى ضعف في القلب، إذ إنها تحدث في الأوردة السطحية وليست في الأوردة التي تحمل الدم إلى القلب. لذا، فإن الدوالي غالباً لا تتسبب في مشكلات صمامات القلب، نافياً أن يكون ظهور ووجود بقع بيضاء عند منطقة الكاحل دلالة على الإصابة بمرض الدوالي، فقد تكون هذه البقع ناتجة عن أسباب أخرى، موضحاً أن الأعراض الجلدية المصاحبة للدوالي هي الشعور بالحكة وكذلك التصبغات الجلدية الغامقة في منطقة القدم والكاحل وأيضاً ما يعرف بأكزيما الدوالي. المناعة وإصابة الصغار وينفي استشاري جراحة الأوعية الدموية الطبيب البلوى، أن إصابة الأطفال بالدوالي يعود إلى سبب ضعف مناعتهم، ويقول: إن الإصابة بالدوالي ليست شائعة بين الأطفال، ويمكن أن تحدث في بعض الحالات نتيجة عوامل وراثية في المقام الأول، وكذلك لأسباب ذات صلة مماثلة للأسباب عند البالغين، وتلعب العوامل الوراثية الدور الأكبر في زيادة عرضة الأطفال للإصابة بالدوالي في ظل وجود تاريخ عائلي للإصابة عند الوالدين. وللوقاية من الدوالي في الأطفال، يُنصح بتشجيعهم على ممارسة النشاط البدني المنتظم، والحفاظ على وضعية الجلوس والوقوف الصحيحة، والحفاظ على وزن صحي. اطمئن.. لا تسبب الشلل جراح الأوعية الدموية والقسطرة الطبيب حافظ البلوي، أجاب عن هل من الممكن أن تتسبب الدوالي في إصابة الإنسان بالشلل؟ قائلا: على الرغم من أن الدوالي تسبب ألماً وشعوراً بالثقل في الساقين، إلا أنها لا تؤدي إلى الشلل، فهذا المرض يؤثر فقط على الأوردة السطحية ولا يؤثر على الأعصاب. لذا دائماً ينصح في اتباع الوقاية من أي مرض، ومنها مرض الدوالي، من خلال ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة والحفاظ على النشاط البدني وتجنب الجلوس لفترات طويلة وتغيير وضعية الجلوس بشكل منتظم، ورفع الساقين عند الجلوس أو الاستلقاء لفترات قصيرة، وارتداء الجوارب الضاغطة التي تساعد على تحسين تدفق الدم في الساقين، الحفاظ على وزن صحي وتجنب السمنة، فالإصابة بهذا المرض قد تؤثر على الدورة الدموية في الجسم، إذ تتعطل قدرة الأوردة على نقل الدم بكفاءة إلى الجسم واحتباس الدم وركوده في الأوردة المتضررة مما يجعله عرضة أكثر للتخثر والتهابات الأوردة والتقرحات الوريدية. وتزداد حدة الأعراض وتتفاقم مع مرور الوقت، خصوصاً إذا دخلت الوراثة هنا، فالعوامل الوراثية قد تزيد من احتمالية الإصابة بالدوالي، وهناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن الأمهات اللاتي يعانين من الدوالي لديهن احتمالية أعلى لإنجاب أبناء يعانون من الدوالي أيضاً. ولكن يجب ملاحظة أن العوامل الوراثية ليست العامل الوحيد المؤثر في ظهور الدوالي، إذ تلعب العوامل البيئية وأسلوب الحياة أيضاً دوراً مهماً.