تجسدت الإنسانية في أبهى صورها مجسدة الوفاء بأبلغ صوره وأشكاله، عندما تقدم جامعة الملك فيصل «كفو» طالباً أبقاه السرطان حبيس فراش المرض إلى منصات التتويج وتحقيق طلبه بنيل شرف السلام على أمير المنطفة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، ومشاركة زملائه حفل التخرج للدفعة «45» لهذا العام. إنه الطالب صالح بن عبدالله البرّاز، طالب كلية الحقوق، البطل الذي قهر المرض وأي مرض.. إنه السرطان.. المرض الخبيث، وتأجيل الجرعة الخامسة من العلاج الكيميائي بموافقة اللجنة الطبية بمستشفى الملك فهد التخصصي مراعاة لحالته النفسية، والسماح له بحضور الحفل الذي يصادف موعد تلقي الجرعة الكيميائية.. إنها لحظات محزنة وعبرات يكسوها الأسى، وسعادة رئيس الجامعة المكلف الدكتور مهنا بن عبدالله الدلامي يتلو مقدمة الحفل ويوصل رسالة الطالب إلى الأمير.. الذي لم يتأخر في تقبيل ابنه الطالب المريض، في خطوة أنسته وجع الألم وخطورة المرض. كنت ممن اختلجت مشاعره بالدموع لصمود البرّاز.. حيث كانت صورة الحضور في الحفل معبرة عندما صفقوا ورفعوا أصوات حناجرهم ولسان حالهم يقول.. هذه هي قيادتنا الرشيدة في تلاحم وجداني نّابع من الحب والوفاء، كما جسّدت هذه الصورة الإنسانية تلك المعادلة الأبوية التي انتشر خبرها في جميع مواقع التواصل الاجتماعي. كانت محصلة هذه المعادلة نتيجة مثلى فاضت لحناً عذباً شنف أذان المستمعين الذين اختلجت مشاعرهم بسيموفونية السلم الموسيقي الممتزج بفن النهمة الحساوية «غناء البحر».. نعم خرج على إثرها الطالب صالح البرّاز من الاحتفال وقد نال جرعة مناعية من خلال الدعم النفسي بعد نيل شرف السلام على أمير المنطقة.. وسط ترحيب محلي وعالمي.. وقد أضافت هذه الحادثة مخرجاً آخر غير منظورٍ تمثل في الدعم النفسي والاجتماعي حينما يصاب الطالب بأي مرض يقعده عن مواصلة مسيرته العلمية.