لفتت قصائد الشاعر الراحل محمد مشعل الشدوي الانتباه لتجربة زاوجت بين الأصالة والمعاصرة، وتلاقحت مع تجارب شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري، وشاعر الإنسانية الكبرى عبدالله البردوني. لم يُخف (أبو مشعل) رغم عمله في قطاع أمني، افتتانه باللغة، وعشقه للجمال، فحفظ المعلقات، وحبك الأبيات وحضر الأمسيات، فبزغ نجمه، وأعاد لديوان العرب رونقه باعتلائه منبره باقتدار، وامتطاء صهوته باحترافية، وإن كان شاعراً مصنوعاً إلا أنه يشعر سامعيه وقارئيه بأنه مطبوع. وفي شهر جمادى الآخرة الماضي، غيّبت حادثة دهس، في مكةالمكرمة، الشاعر محمد بن مشعل بن مهرب الشدوي الزهراني. وعبّر عدد من الشعراء والإعلاميين عن أسفهم لرحيل شاعر (وشاية عطر)، و(حقائب الريح)، مستعيدين مواقفه الجميلة من الحياة والناس. والفقيد من مواليد قرية الوسطة في وادي نيرا في محافظة المخواة، وحاصل على بكالوريوس علم اجتماع من جامعة الملك عبدالعزيز، وعمل مشرفا على ملحق (تيارات ثقافية) في صحيفة الندوة، وفاز بجائزة باشراحيل عن ديوان (وشاية عطر)، وكرّمه منتدى تواصل زهران باعتباره من أبرز شعراء الفصحى، وتم تكريمه في جامعة المنيا بجمهورية مصر العربية، ونشرت له مقالات عدة في الصحف المحلية، وشارك في إحياء أمسيات داخل وخارج الوطن.