في السابع والعشرين من كل رمضان، تستحضر المملكة العربية السعودية وشعبها، ببهجة ذكرى بيعة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، في (26 رمضان 1438ه - 21 يونيو (حزيران) 2017م)، وهو استذكار بر ومبرة، وعَجَبُ وإعجاب، وولاية العهد التي أسندت للأمير محمد بن سلمان، كانت كما قال معقر بن أوس: فألقَتْ عصاها واستقرَّ بها النوى... كما قَرَّ عينًا بالإِيابِ المسافرُ بل إنه عند مبايعيه، مرتبط بشرعية البيعة، والقبول الشعبي، والامتداد التاريخي بين الدول السعودية المتتابعة: الأولى والثانية والثالثة، وكان اختيار مليكنا الملك سلمان، الأمير محمد بن سلمان، لولاية العهد اختيار العقل والحكمة، وكان محمد بن سلمان صوت القيادة والإدارة، ولسان حال المملكة وأهلها، أو هو بوصف أبي الطيب: وَقَفْتَ وَما في المَوْتِ شكٌّ لوَاقِفٍ كأنّكَ في جَفنِ الرّدَى وهْوَ نائِمُ تَمُرّ بكَ الأبطالُ كَلْمَى هَزيمَةً وَوَجْهُكَ وَضّاحٌ وَثَغْرُكَ باسِمُ ضَمَمْتَ جَناحَيهِمْ على القلبِ ضَمّةً تَمُوتُ الخَوَافي تحتَها وَالقَوَادِمُ وَمَنْ طَلَبَ الفَتْحَ الجَليلَ فإنّمَا مَفاتِيحُهُ البِيضُ الخِفافُ الصّوَارِمُ وأي وقوف كوقوف محمد بن سلمان اليوم، فلله دره ولي عهد واقف على رؤية معاصرة عصرية، حاضرة متحضرة، مستقبلية زاهرة، إن شاء الله تعالى للمملكة حفظها الله وحماها، بلاد الحرمين الشريفين، وقبلة الإسلام والمسلمين. وإذ أجدد البيعة لسموه، أستذكر قول مروان بن أبي حفصة وكأَنه يخاطب الملك سلمان: وما انفك معقودا بنصر لواؤه له عسكر عنه تشظى العساكر ولمليكنا الوالد نقول كما قال البحتري: هو الملك المرجو للدين والعلا فلله تقواه وللمجد سائره له البأس يخشى والسماحة ترتجى فلا الغيث ثانيه، ولا الليث عاشره ولولي عهدنا الهمام نقول كما قال ابن المعتز: يا ناصر الإسلام عش واسلم على ريب الزمنْ ولعلني أجد الأمير محمد بن سلمان في قول ابراهيم بن المهدي: يا أمين الله إن الحمد لله كثيرا هكذا النصر فلا زال لك الله نصيرا بل لعلنا نجد الأمير في ولايته للعهد بعد هذه السنوات في قول الحسين بن الضحاك: أمين الله ثق بالله تعط العز والنصرهْ كِلِ الأمر إلى الله كلاك الله ذو القدرهْ ولكنني أجد هذا اليوم (يوم البيعة)، أكثر ما أجده في قول أبي الطيب إذ يهنئ: فذا اليوم في الأيام مثلك في الورى كما كنت فيهم أوحدا كان أوحدا أو هو كما قال المتنبي مهنئا من بعد: هنيئا لضرب الهام والمجد والعلى وراجيك والإسلام أنك سالم وهذا هو الأمير الذي توحد فيه قول أبي الطيب: أنت أعلى محلة أن تهنى بمكان في الأرض أو في السماء فهذا الأمير اليوم هو هو، ما قاله البحتري في البيعة: حتى أتته يقودها استحقاقه ويسوقها حظ إليه مقبل أو قول ابن هرمة: وما الناس أعطوك الخلافة عنوة ولكنه من يعله الله يستعلي وكأني به في ذكرى البيعة، كما قال أبو تمام: ولقد علمنا مذ ترعرع أنه لأمين رب العالمين أمين وهذا وصف محمد بن سلمان، وصِفَتُهُ عن أبيه عن جده، في البيعةِ والمُلكِ، فهو عندي كقول مروان بن ابي حفصة: إني لأعلم أنه لخليفٌةٌ إن بيعة عقدت وإن لم تعقد فلله دره من أمير قلوب قبل أن يكون أمير مملكتنا التي دانت بالبيعة للملوك من آل سعود، إذ بيعته نظير قول البحتري: هي أفضل الرتب التي جعلت له دون البرية وهو منها أفضل ومالي هاهنا سوى قول علي بن الجهم، في الذي نتمثل له بمحمد بن سلمان: أَفاضَ مِن عَدلٍ وَمِن نائِلٍ ما أَحسَنَ الدُنيا مَع الدينِ وَعَمَّ بِالإِحسانِ مِن فِعلِهِ فَالناسُ في خَفضٍ وَفي لينِ ما أَكثَرَ الداعي لَهُ بِالبَقا وَأَكثَرَ التالي بِآمينِ وأنا أقول في يوم البيعة، للأمير محمد بن سلمان: «آمين»...