طيلة 45 عاماً وصوت الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي (الملائكي) بآيات الذكر الحكيم يحلّق من محراب المصطفى عليه الصلاة والسلام في المدينةالمنورة، ويتردد صداه في جنبات الروضة الشريفة، ويسافر مع الزوار والقاصدين والمجاورين لكل جهات الأرض الأصلية والفرعية، فيما لا يزال شذى تحبيره يسكن سمع جبال مكة، ومنائر الحرمين الشريفين. ويعد الحذيفي من أبرز الأصوات التي تتسابق القنوات الدينية على بث تلاواته، وإذاعة نداء الإسلام من المملكة العربية السعودية، خير شاهد على إسماع المسلمين، أندى صوت لشيخ القراء والأئمة، الفريد في تجويده والمتفاعل مع كل آية بما تتضمنه من وعد ووعيد، وترغيب وترهيب. ولد الحذيفي عام 1366 للهجرة في بلدة العوامر بالقرب من محافظة نمرة (جنوبي المملكة)، ونشأ في أسرة متدينة، إذ كان والده إماماً وخطيباً في الجيش السعودي، وتلقى تعليمه الأول في بلدة العوامر، وختم القرآن الكريم على يد الشيخ محمد بن إبراهيم الحذيفي. في عام 1381 ه التحق بالمدرسة السلفية بمحافظة بلجرشي بمنطقة الباحة، وتخرج منها بما يعادل المرحلة المتوسطة، والتحق بالمعهد العلمي ببلجرشي عام 1383ه وتخرج من المرحلة الثانوية عام 1388ه. ودرس الحذيفي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في المرحلة الجامعية بكلية الشريعة، وتخرج منها عام 1392ه، ثم عُيّن مدرساً بالمعهد العلمي في محافظة بلجرشي، وقام بتدريس التفسير، والتوحيد، والنحو، والصرف، والخط العربي. وحصل على درجة الماجستير والدكتوراه من جامعة الأزهر في قسم الفقه، ثم انتقل بعدها إلى المدينةالمنورة للعمل بالجامعة الإسلامية بالمدينة مدرساً للتوحيد والفقه في كلية الشريعة، ودرّس في كلية الحديث، وكلية الدعوة وأصول الدين، كما قام بتدريس القراءات بكلية القرآن الكريم. وقبل تعيينه إماماً بالمسجد النبوي الشريف، قام الحذيفي بإمامة المصلين في جامعة محافظة بلجرشي، ومسجد قباء بالمدينةالمنورة، ومنه انتقل إلى إمامة المصلين بالمسجد النبوي الشريف في عام 1399ه، حتى كُلّف بإمامة المصلين في صلاة التراويح بالمسجد الحرام في عام 1401 ه، قبل أن يعود إلى المدينةالمنورة وإلى المسجد النبوي إماماً وخطيباً منذ عام 1402 حتى اليوم، باستثناء مشاركاته في صلاتي التراويح والقيام بالمسجد الحرام لستة أعوام كان آخرها عام 1411ه. وحصل الحذيفي على الإجازة في القراءات من عدد من كبار القراء؛ وهم الشيخ أحمد عبدالعزيز الزيات (في القراءات العشر)، والشيخ عامر السيد عثمان (إجازة برواية حفص، والشيخ عبدالفتاح القاضي (ختمة برواية حفص)، كما حصل على إجازة في الحديث من الشيخ حماد الأنصاري. ومن أبرز طلابه الشيخ عبدالمحسن القاسم إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، وعبدالله عواد الجهني إمام وخطيب المسجد الحرام بمكةالمكرمة.