تعيش المجتمعات توسعاً معرفياً وتمازجاً في الحضارات والثقافات والمفاهيم وأيدولوجيتها، مما أثَّر كثيراً على العادات والتقاليد والقيم التي كانت سائدة في كثير من المجتمعات خصوصاً العربية، هذا مرحب به إذا لم يتعارض مع مفاهيم الشريعة ومقاصدها. المجتمع العربي رغم اضطراباته السياسية والاقتصادية إلا أنه يمتلك قوة فكرية وعقلية تميزه عن غيره من المجتمعات، إذ أخرج طبقة من العلماء والمخترعين والمفكرين والمثقفين العرب الذين يملكون أفكاراً وآراء، وإن اصطدمت بعض أفكار المثقفين والمفكرين مع المجتمع في كثير من مفاهيمه المحصورة لعدم الوعي الكافي في ذلك الوقت لدى كثير من شرائح المجتمع. والماضي القريب شهد علماء ومخترعين ومفكرين في مختلف المجالات، هاجروا بعقولهم بعد أن رفضتهم الثقافة العربية وتبنتهم الثقافات الغربية وأتاحت لهم الفرصة ودعمتهم فأحدثوا نقلة فريدة في علوم المعرفة عالمياً، وهذا أسهم في زيادة التخلف الذي عانت منه كثير من دولنا العربية، فأصبحت مجتمعات مشلولة خالية من اللب والجوهر المضيء. في بلادنا الغالية وبقيادتها الحالية الطموحة ورؤيتنا المباركة؛ أصبحنا نجاري الدول المتقدمة ونتطلع إلى المزيد من التقدم والحضارة، خصوصاً أن الله سبحانه أنعم علينا بثروة بشرية قادرة على تحقيق أحلامنا وأهدافنا، وقد تضمنت «رؤية 2030» هذه الشريحة المجتمعية بما يسهم في بناء حضارة وثقافة بطابعها العربي المتميز.