يمر المثقف بلحظات متباينة من المبادرات الثقافية باختلاف أنواعها والتي تعزز قدراته على الإنتاج الإبداعي واستلهام المعاني، وهناك العديد من الجهات والمنابر التي تُعد المنارة الثقافية الواعدة لشباب المملكة في الوطن الغالي والتي تتبنى بمبادراتها الإبداع الخلاق لتشمل جميع أطياف المجتمع وفق منظور شمولي ما أفسح المجال لظهور ديناميّة تجديدية تسير وفق المسار الصحيح. «الرياض» التقت عدداً من الأدباء والمثقفين والكتّاب والشعراء المهتمين بالشأن الثقافي للحديث حول هذه المبادرات الثقافية فكان هذا التحقيق. في البدء تحدث الأديب حمد القاضي - الكاتب والإعلامي: نحن في هذه الفترة نعيش انطلاقة ثقافية كبيرة على كافة المستويات بما يتعلّق بالأدب والفنون بمختلف أشكالها، والجميل أيضاً أصبحت كل الأطياف تشارك الكبار والطفل والرجل والمرأة وهذا يجعل الثقافة ليست محصورة على فئة معينة بل للجميع، وفي مسألة المبادرات الثقافية التي طرحها القسم الثقافي في «جريدة الرياض» موفقين في هذا الطرح الذي يعد عامل تشجيع فلا يوجد إنسان يستغني عن كلمة طيّبة، عن تقدير معنوي، عن تقدير مادي، سواء كان أديباً أو عالماً جليلاً أو أعطى في أي مجال، وهذا مبدأ عندنا قبل الغرب في ثقافتنا الإسلامية. ونحن الآن نعيش العديد من المبادرات الثقافية سواء على المستوى الرسمي بعدما أصبح لنا في المملكة العربية السعودية وزارة خاصة بالثقافة، وبوصف الثقافة ليست ترفاً ولا متعة.. الثقافة وعي ومن خلالها يأتي الرأي للتنمية وللعطاء، وتعيش على جودة الحياة التي هي أحد برامج الرؤية 2030، فالجانب الرسمي -الحمد لله- موجود ولكن نريد المزيد الآن فوزارة الثقافة هناك مبادرات وجوائز تقدمها في معرض الكتاب وجوائز الفنون التشكيلية والمسرح ولكل المؤلفين ولكل شيء. وعلى مستوى المبادرات الشخصية موجودة وسأبدأ بأبرز رجل في المملكة عبدالمقصود خوجة -شفاه الله- كرّم ما يقل عن «300» شخص في أوقات مشهودة يحضرها الأدباء والمكرّم ومن كل مختلف مناطق المملكة ويطبع كتب المكرّم، والجوائز نوع من المبادرات والتكريم فمؤسسة الملك فيصل العالمية تكرّم الداخل والخارج، ومؤسسة الملك خالد تكرّم وغيرها الكثير، وعلى المستوى الشخصي يوجد أفراد يقومون بهذا الدور وجائزة غازي القصيبي هي إحدى مبادرات التكريم. وأضاف: لا شك أن المبادرات الثقافية تبرز عطاء المثقف وتدخل السرور على قلبه، وكذلك إشعار من حوله أنه قدّم عطاءً يستحق المشاركة في هذه المبادرات الثقافية وهذا يزيد من الإبداع ويطلع القراء على عطائه، أيضاً الآخرون خارج بلادنا وهذه نقطة مهمة نريد الآخر أن يعرف أدباءنا وشعراءنا وأن تبرز المبادرات عطاءهم وإنتاجهم وهذا يعود للوطن، ويخطئ من يظن أن المملكة طرق جميلة وبها أبراج عمرانية وأن هناك تطوّراً اقتصادياً، هذا جانب نفخر به.. لكن الجانب الآخر نريد أن نقول إن الإنسان السعودي يعطي ويشارك ولم يعد يستسقي الثقافة بل أصبح يعطي ويضيف إليها، وهذا هو الإنسان السعودي الذي له جذور في العطاء الثقافي، أجداه وآباؤه شعراء كانوا من الجزيرة العربية، ونفخر بحضورنا الاقتصادي والسياسي والآن الرؤية 2030 نصت على ذلك وكثير من مبادراتها وبرامجها التي أعطت الثقافة فضاء كبيراً. والآن في عهدنا الزاهر أنشأت وزارة الثقافة والحق يقال نرى الآن فيها حراكاً ومبادرات ثقافية، انظر معرض الكتاب ومعرض الطفل في الدمام وتوزيع الجوائز هذا فقط ما يتعلق بالأدب وغيرها مناشط كثيرة في المسرح في الفنون كل شيء.. الحقيقة حراك على جميع المستويات. الثقافة ورؤية 2030 من جانبه، وصف د. عبدالله علي الخضير - دكتوراه في الأدب والنقد: أنّ الثقافة في اعتقادي حصيلة تفاعل بين الإنسان وبيئته كما عند جون ديوي، وفي التأويل الثقافي نستطيع أن نقول إنّ شخصية الإنسان وسلوكياته ومواقفه وقيمه ومعتقداته تتشكل بالثقافة. فالإنسان أمام تعلّم ونقل معارف، وفي كتاب «الثقافة البدائية لإدوارد بورنث تايلور» تعريف للثقافة بأنّها: « تلك الوحدة المعقدة التي تشمل المعرفة والإيمان والفن والأخلاق والقانون والعادات، بالإضافة إلى أي قدرات وعادات أخرى يكتسبها الإنسان بصفته عضواً في مجتمع»، ونؤمنُ بأنّ الثقافة سلوكٌ اجتماعيٌّ ونمطٌ للحياة، باعتبارها مجموعة من العادات والقيم والتقاليد التي تعيش وفقها جماعة أو مجتمع بشري هي قيم مجتمعية يتشارك فيها الجميع. في اعتقادي أن ثقافتنا السعودية الآن لم تعد تقليدية ونمطية، بل أصبحت ذات شخصية اعتبارية واستقلالية مالياً وإدارياً، مرتبطة تنظيمياً بوزير الثقافة والهيئات الجديدة. والسؤال هنا: هل كانت لدينا ثقافة جادّة ومتنوّعة ترعى الأديب والمبدع والمثقف، أم جعلت هذا المبدع على الهامش؟ نعتزّ بثقافتنا ولكنها ثقافة تحتاج إلى التطوير والعناية والاهتمام تنظيمياً وإدارياً، فالمملكة تنعم بتراث متنوع وثقافة تمتد جذورها في أعماق التاريخ الإنساني. ويضيف: تأتي الثقافة السعودية في مسار التحول الوطني نحو التنمية البشرية، وتحويل الثقافة إلى عنصر رئيس للتواصل بين الناس، ورافد للاقتصاد. وقطاع الثقافة كأي قطاع يحتاج إلى التطوير، فالملاحظ أن الرؤية تعاملت مع القطاع الثقافي باعتباره صناعة ومنصّة للمبدعين للتعبير عن آرائهم وأفكارهم وطموحاتهم، وحين نقول صناعة ثقافية ندرك هذا المفهوم ليشمل جميع الفنون والمسرح والسينما والأنشطة الفنية والتشكيلية. وما بين متاحف إسلامية ومواقع أثرية وأكاديميات فنية وفرق مسرحية ومُدن إعلامية. والذي يسرّ الخاطر في هذا الإطار هو أن وزارة الثقافة تكفّلت بدعم المبدع في كافّة المجالات الثقافية بأن يقدم إبداعاته بصورة مستدامة، وسارت وزارة الثقافة ضمن تشريعات تخدم الثالوث الثقافي في المملكة «المبدع السعودي + الثقافة السعودية + المجتمع» وهذا جاء ضمن حزمة من المبادرات الثقافية في شتى المجالات «الشعر واللغة والسينما والموسيقى والكتب والنشر والتوزيع والأزياء وفنون الطهي والتراث بمختلف أنواعه» كما أشير أن تأسيس هيئات ثقافية يسير وفق رؤية ذات أبعاد استثمارية واقتصادية من هذه المبادرات الثقافية وتعزيز القطاع الثقافي وجعله أحد القطاعات الداعمة للدخل القومي في المملكة. ألاحظ في السنتين الماضيتين حراكاً ثقافيّاً مُدهشاً وخصوصاً ردّ الاعتبار للمثقف السعوديّ في جعله مشاركاً في صنع القرار، وكذلك في إعطائه الفرصة لإبراز إبداعه، وتحفيزه الدائم بالمشاركة المحلية والدولية في المسابقات المتنوعة لكلّ فنّ، وتقدير موهبته بأن يكون مشاركاً في كل الفعاليات الثقافية وصناعة القرار، وما الهيئات التي تمّ إقرارها منذ أيّام إلاّ دليل على تقدير وزارة الثقافة للمثقف السعودي بأن يشارك في نهضة الثقافة بالمملكة وفق رؤية 2030. إنجازات فكرية وفي السياق نفسه، أوضحت د. هند المطيري - أكاديمية وأديبة سعودية: تشهد الثقافة السعودية اليوم طفرة كبيرة، على مستوى الإنجازات الفكرية، وعلى مستوى العطاءات الإبداعية. وقد حفزت ذلك كله روافد خصبة، تمخضت عنها رؤية المملكة 2030، منها تأسيس الجمعيات الثقافية، وجمعيات المسرح والفنون، النشر والترجمة، والفلسفة، وغيرها من الجهات، التي أكملت مسيرة الأندية الأدبية في رعاية الثقافة والأدب. ورعاية الثقافة والأدب تعني احتضان المثقفين والأدباء، بوصفهم مشاعل التنوير، ورواد الفكر، وحفظة التراث والثقافة، فالأمم تزدهر وتبقى بأدبائها ومثقفيها. وحين تتأمل حال المبدع السعودي اليوم تراه يزاحم المبدعين على الجوائز العالمية، كما يشكل حضوره عصباً رئيساً في الفعاليات والمناشط في كافة بلدان المعمورة. ولا عجب فالمبدع السعودي يجد الدعم والثقة من قبل القيادة الحكيمة لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، عرّاب الرؤية؛ صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حفظهما الله وأدام عزهما، مما يجعله محط الأنظار ويجعل حضوره محل الاعتبار. وفيما يتعلق بالمبادرات الثقافية، فقد خطا المثقفون والمثقفات في المملكة فيها خطوات واسعة إلى الأمام، من إنشاء للصالونات الأدبية والمهرجانات الوطنية والرحلات الثقافية السياحية للتعريف بمناطق الوطن المختلفة، وتبنى ذلك عدد من مثقفي ومثقفات الوطن، وقد دعيت إلى عدد من تلك الصالونات والمهرجانات والرحلات، ورأيت من أبناء وبنات الوطن الحرص والجد والمثابرة على إظهار الصورة المشرفة للمواطن السعودي والصورة المشرقة للمملكة العربية السعودية. وقد حرصت أنا شخصياً على المشاركة في الفعاليات الوطنية في كافة مناطق المملكة، وكان آخرها كتابة كلمات أوبريت (الفجر المضيء) الذي قُدم على مسرح نادي الأحساء الأدبي في ذكرى اليوم الوطني السعودي 91، في لوحات إبداعية، جمعت الكلمة والحركة التمثيلية والموسيقى والأصوات الشابة للمؤدين. وهي جهود مباركة يوحدها حب الوطن والانتماء إليه. كما قدمت في المناسبة نفسها أمسيتين شعريتين؛ إحداهما على مسرح نادي الأحساء، والأخرى من منبر وحدة الشعريات بقسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب في جامعة الملك سعود، حيث دأب القسم على الاحتفاء بالمناسبات الوطنية العزيزة. هذا مؤخراً، أما قبل ذلك فقدمت أمسيات عديدة، على مسارح الأندية الأدبية، والكراسي العلمية، وعلى منابر وزارة الإعلام، داخل المملكة وخارجها. لعل آخرها إحياء ليلة ثقافية سعودية عراقية، ضمن فعاليات كرسي غازي القصيبي للدراسات التنموية والثقافية بالشراكة مع وكالة الأنباء السعودية واس، أثناء استضافة المملكة للعراق في معرض الرياض الدولي للكتاب 2021. وأثناء جائحة كورونا التي عمت العالم وشلّت الحياة الثقافية في كثير من الدول، نشط المثقفون السعوديون ومؤسسات الثقافة في المملكة للقيام بدورهم التنويري في توعية المجتمع بالجائحة وبضرورة أخذ اللقاحات المعتمدة، حسب توجيهات وزارة الصحة السعودية، وكان لي ولزملائي وزميلاتي مشاركات مسجلة عبر المنصات الإلكترونية للأندية الأدبية، تؤكد حرص المثقف السعودي على وطنه وشعبه، وتمثله للمصالح العليا للبلاد. ولولا خشية الإطالة المملّة والإكثار من الأنا لوصفت لكم أكثر من ذلك. لكن ما أقوله عن هند المطيري المثقفة والأكاديمية السعودية ينطبق تماماً على مثقفي ومثقفات الوطن، فكلنا ننبض بقلب واحد، هو المملكة العربية السعودية. النصّار: ليس هناك خط نهاية نحن نقود رحلة بناء الحضارة مبادرات محفزة وأكدت الكاتبة مها النصّار - مشرفة ديوانية المثقفات بنادي الأحساء الأدبي، أن الحديث في الثقافة جوهر، وجوهر الثقافة عميق، فهي وعي وحضارة وبناء، وأبعد عن هذه المفاهيم بكثير، كونها امتداداً لجذور تاريخية لأشخاص يحملون فكراً معنوياً سامياً، ويتمثلون به سلوكاً محسوساً قائماً. إن تأطير معنى الثقافة يقيد حدودها والثقافة لا حدود لها، فمن يحاول تحديدها يقع في فخ الاكتشاف ويتبين له بعد حين حقيقة ما أعنيه، لأنها سلسلة من المعاني الممتدة والمختلفة بحسب طبيعة البشر. محاولة فهم الثقافة كمحاولة الرؤية في المرايا فقد تبدو لك الأشكال على غير حقيقتها أحيانًا، فمنها ما هو ثمين ونادر، ومنها ما هو كالغثاء كثير ولا ينفع إلا كونه زيادة عدد واحتلال حيز وهذا كله يعتمد على مقومات بالتأكيد. لذا أقرب تعريف إلى نفسي هو ما قاله مالك بن نبي: «الثقافة هي الدماء التي تسري في جسد المجتمع». الثقافة السعودية والعالمية.. هي ثقافة تكاد تكون فريدة وأقول ذلك لا استعلاء بل كلمة حق فعادة تحكي عن قيم أصيلة لا تنفك عن المجتمع الإسلامي عموماً والسعودي خصوصاً وكي أعرف قيمة ثقافتنا فإنها تتجلى بأبهى حلّة حين نختلط بالآخر سنشعر بتفاصيلها وقدرها وكم هي نعمة حبانا الله بها فالشرف والنخوة والكرامة والشهامة وغيرها وهذه تظهر بوضوح على سبيل المثال عندما يسافر السعوديون ويحتك معهم الآخرون فيسألون كثيراً عن بلدنا وثقافتنا وكم يكتشفون أننا جزء جميل وينبهرون أحيانًا.. فالثقافة لها عدّة مظاهر منها مظاهر عليا كالعلم والأدب.. ومنها ثقافة شعبية كالأطعمة والألعاب الشعبية.. وكلها تشكل مصادر قوة ناعمة وذكية إذا استثمرت فعلياً لتحقيق أهداف عليا. وأضافت: المثقف والمؤسسات الثقافية عليهما التعاون الفعلي في توليد الأفكار والقيم والطبائع الحسنة التي تصبغ المجتمع وتخلق تميزه فهما مكملان لبعض وهما من يملكان السهم الأكبر في رفع أو خفض القيم والأخلاق والمثل لرفع الإنسان إلى مستوى يليق بكرامته وعلى هذه المؤسسات فتح باب المساهمة والنقد البناء المبني على البرهان لا الانتقاد المبني على الأهواء للإصلاح والسير دون تعثر وتحدي العقبات لصناعة الأفضل والأكمل والأقوى أخلاقياً وعملياً، فالثقافة همها الأبرز تنشيط المعرفة وتغيير السلوك الإنساني ودور المثقف تحسين وتطوير نفسه ومجتمعه. والمثقف اليوم فعلاً يعيش مرحلة كلها محفزات إيجابية ومبادرات وتطلعات سامية ولكن علينا عدم الغفلة أننا نحتاج إلى من ينتقد إلى من ينظر إلى الأمور بدون تحيز وبكل إخلاص لنساهم في صناعة نسق مختلف يتطور مع العقل البشري ويتكامل بطبيعة ديناميكية لا تقف عند حد، فليس هناك خط نهاية للثقافة فنحن معاً نقود رحلة في بناء الحضارة وتشكيل الوعي بأفضل شكل إن شاء الله. وطموح المثقف يتماهى مع أفقه الواسع فهو ينظر لكل هذه التغيرات وهو ليس بمنأى عنها ولكنه يحتاج إلى ظل داعم قوي يهيئ له المساحات لاستصدار ما فيه من طاقات خلابة تصنع فارقاً على أرض الوطن ويسهم في تصدير ثقافة سعودية تليق بوطنه فاستشراف المستقبل الثقافي يعول عليه المثقف كثيراً إذا وفرت له الإمكانيات والدعم والتمكين ليوظف ثقافته بالطريقة التي تجعلنا في الصدارة وبما يحقق أهداف رؤية 2030، وكما قال سمو وزير الثقافة الأمير بدر بن فرحان: «المهمة تحتاج إلى وقت وجهد من قبل المثقفين كلهم» بحول الله نحن المثقفون اليوم نكتب فصلاً جديداً من فصول ثقافتنا. نقلة نوعيّة وتحدث د. عبدالله محمد الملا - أستاذ الأدب والإبداع في جامعة الملك فيصل قائلاً: ولله الحمد والمنة، نعيش اليوم في المملكة العربية السعوديّة نقلة نوعيّة في كل القطاعات والوزارات التي تحظى بفضل الله ورعايته باهتمام بالغ من القيادة الحكيمة، وبمتابعة مباشرة من قائد البلاد الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين محمد بن سلمان -حفظهما الله-، وهذا ما جعل الحراك الثّقافي يسير وفق ديناميّة سريعة ويواكب التّطورات والتّطلعات اللتين كانتا أشبه بالحلم لكل مثقف لتصبحا الآن بفضل الله واقعاً ملموساً يراهن على التميز والمنافسة. ومما لا شكّ فيه أنّ الحكم على حضارة البلاد ينبع من أصلين جوهريين هما: الثّقافة والأصالة، فالثّقافة تعمل على تهذيب المجتمعات وتقدّم الشّعوب، والأصالة تمنحهم القيمة الحقيقية. إن الثقافة تشكل عاملاً حيوياً في بناء اللبنة الأساسيّة للمجتمعات، فهي بدورها تقدّم المعرفة التي تحيي العقول وتنهض بالمجتمعات، وتحفظ بعد الله من الأفكار الضّالة والمتطرفة والمعتقدات الهدّامة، وبالتالي تنمي الضمير والحس الوطني والانتماء. لذلك أمسى المثقف العربي بشكل عام والسّعودي بشكل خاص يراهن على وجود نتاج ثقافي إبداعي قادم في كل المستويات لمواكبة تقدم المجتمع وتطلعاته. وقد كان استحداث وزارة الثقافة حدثاً فارقاً في تاريخ المملكة، حيث دأبت القيادة تحت رؤية المملكة 2030 على تبني العقول الواعية والالتفات إلى الطّاقات الإبداعية الشبابيّة ولعل اختيار سمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود الأمير الشّاب المثقف أكبر دليل على هذا التوجه. إنّ هذا التنوع الذي تم استحداثه في وزارة الثقافة يؤكد عزم المملكة العربية السعودية على تبني كل ما يتعلق بالإبداع والفن والمعرفة، فلم تقف على حدود الكتابة والنّشر وإنما بدأت تنحو منحاً جاداً في دعم الاهتمامات المختلفة والمتنوعة من ضمنها المتاحف التراثية واللغة العربية بإنشاء مجمع الملك سلمان والموسيقى والمكتبات وحتى فنون الطهي والأزياء. وفي الختام إننا الآن أمام العالم أجمع نعمل على جعل الثقافة منهجاً للتعايش وأسلوباً للعيش والتسامح والحوار والسلام، إننا الآن نثبت للعالم ألا سبيل إلى التطرف والتشدد، وأن المملكة العربية السعودية كانت ومازالت تتبنى مبدأ التعايش والحوار، وتفخر وتعتز بهويتها وأصالتها وتراثها وثقافتها المتنوعة في شتى أرجاء هذا الوطن الغالي. القاضي: اليوم يعيش المثقف مرحلة المبادرات والمحفزات الإيجابية الخضير: لدينا ثقافة جادّة ومتنوّعة ترعى الأديب والمبدع والمثقف المطيري: المبدع السعودي يزاحم المبدعين على الجوائز العالمية الملا: الحراك الثّقافي واكب التّطورات والتّطلعات اللتين أشبه بالحلم