كشفت صحيفة «لوموند» الفرنسية أن الاتحاد الأفريقي سحب صفة العضو المراقب الذي كانت تتمتع به إسرائيل داخل التكتل، وبذلك تم حظر تل أبيب بشكل نهائي بعد عقد من الجهود الدبلوماسية وسنتين من اعتماد تلك الصفة، إلا أنه وبحسب الصحيفة تظل إسرائيل مع ذلك مؤثرة في القارة. وأفادت الصحيفة بأن طرد وفد إسرائيل بشكل غير رسمي من الجمعية العامة للاتحاد الأفريقي مع بدء مناقشات الرؤساء في فبراير من العام الماضي ترك أثره على العلاقة بين تل أبيب والقارة السمراء، بفضل جهود جنوب أفريقيا والجزائر، اللتين كانتا وراء تهميش الممثلين الإسرائيليين، وإن لم تؤدِ إلى حسم موضوع إسرائيل. ووفق مسؤول كبير في الاتحاد الأفريقي، فإنه بعد مرور عام على هذه الحادثة الدبلوماسية، وضعت الحرب على قطاع غزة حدا لهذا النقاش، وبقي «الملف المتعلق باعتماد إسرائيل مغلقا». وعلقت المنظمة صفة مراقب التي كانت تتمتع بها تل أبيب، وقال المتحدث باسم رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي إيبا كالوندو إن «إسرائيل ليست مدعوة لحضور القمة». ودان الأفارقة الهجوم الإسرائيلي، ووصفه رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي بأنه الانتهاك «الأكثر فظاظة» للقانون الإنساني الدولي، واتهم إسرائيل بالرغبة في إبادة سكان غزة. وكان قضاة محكمة العدل الدولية حكموا لصالح بريتوريا، التي تقدمت في نهاية ديسمبر 2023 بطلب تتهم فيه إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة، وقالت الباحثة في مجموعة الأزمات الدولية ليزل لو فودران إن «هذا أحد أعظم الإنجازات في الدبلوماسية الأفريقية». لكن وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور أعربت عن قلقها «بشأن وجود ممثلين إسرائيليين في مقر الاتحاد الأفريقي في الأيام الأخيرة»، بعد أن شوهد السفير الإسرائيلي لدى إثيوبيا داخل المبنى، كما عقد نائب المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية لشؤون أفريقيا شارون بارلي، المطرود من الاتحاد الأفريقي عام 2023، اجتماعات سرية في العاصمة الإثيوبية، بحسب عدة مصادر دبلوماسية. ورغم حظر إسرائيل رسميا من الاتحاد الأفريقي، إلا أن الانقسام بشأنها لم يحسم تماما -بحسب لوموند- مستدلة بتصويت 7 دول أفريقية ضد القرار الذي يدعو لهدنة إنسانية فورية في غزة في الأممالمتحدة، في 27 أكتوبر الماضي.