بين الطفولة والشيخوخة يؤثر النظام الغذائي وأسلوب الحياة إلى حدٍّ بعيد في صحة العظام؛ ففي (الطفولة) تنمو العظام بوتيرة أسرع بوجود (الكالسيوم) في الأغذية، إذ يحتاج الطفل بين السنة الأولى من عمره والثالثة إلى 300 ملغم من الكالسيوم يومياً، وإلى 550 ملغم لمن هم بين الرابعة والعاشرة، وفي هذه المرحلة يحتاج الطفل إلى كمية كافية من فيتامين D لتمتص العظام الكالسيوم بشكل كافٍ مهما زادت نسبة استهلاكه، أما (التمارين) فتصبح الحاسمة عند التقدم في العُمر. في هذه العجالة سأختصر بعضاً من احتياجات الإنسان إلى (الكالسيوم) في مراحل عُمره المختلفة: أولاً: مرحلة المراهقة؛ يتوقف نمو العظام عند عمر العشرين، ولأنها تستمر في زيادة كثافتها يحتاج المراهق من الذكور إلى 1000 ميلغرام من الكالسيوم يومياً، والبنات إلى 800 ميلغرام، ويجب على الأهل الانتباه إلى كمية مشروبات (الصودا) التي يستهلكها المراهقون؛ لأن الجسد يبطل مفعول الأسيد الذي يدخل الدم بواسطة الكالسيوم المنتَزَع من العظام. ثانياً: العشرينيات (العقد الثالث)؛ يحتاج البالغون 700 ميلغرام من الكالسيوم يومياً، وهذه الحاجة تبقى ذاتها مدى الحياة، وتستمر العظام في النمو إلى أن تتحدد كثافة العظام الأخيرة في العقد الثالث من العمر، وفي هذه المرحلة يُستحسن الابتعاد عن الأطعمة المالحة، فهي تمتص الكالسيوم من العظام، ويجب الحرص على النوم جيداً؛ لأن حرمان الجسد من النوم الكافي يعرضه لارتفاع حدّة تقلص العظام عند التقدم في العمر. ثالثاً: الثلاثينيات (العقد الرابع)؛ تبدأ العظام بخسارة كثافتها بوتيرة ثابتة، وفي هذه الحقبة يجب الانتباه إلى كمية الكافيين المستهلكة يومياً، لأن الإفراط في شرب القهوة يقلل كثافة العظام. رابعاً: الأربعينيات (العقد الخامس)؛ تنخفض كمية الطاقة التي يحرقها الجسد 7%، ويبدأ تقلّص العظام رسمياً في هذه المرحلة التي من الضروري الحفاظ خلالها على وزن صحي حيث ترفع زيادة الوزن من هشاشة الركبة إلى 40%. خامساً: الخمسينيات (العقد السادس)؛ يخسر الجسد 25% من قدرته على امتصاص المعادن، وفي هذه المرحلة يلعب البروتين دوراً مهماً في نمو الأنسجة وإصلاحها، إضافة إلى ضرورة القيام بالتمارين للحفاظ على العظام والعضلات.