عرفته عبر مراحل زمنية متنوعة، بدءاً بالجامعة وعلاقة الطالب بالأستاذ وليس انتهاء بالعلاقة الثقافية والإنسانية، وفي كل هذه المراحل لم تختلف شخصيته الإنسانية. أول معرفتي به كانت في الجامعة، حينما كان أستاذاً وكنت طالباً في كلية الآداب، وكان مشرفاً على الأنشطة الثقافية وكنت مشاركاً في بعضها، كان أول تكليف لي من قبله أن ألقي قصيدة في حفل الأنشطة الطلابية وقد تم ذلك، ووجدتني بالقرب من هذا الأستاذ المختلف في تعامله وتواضعه، وبعد أن تخرجت من الجامعة واشتغلت في إدارة الكتب بوزارة الإعلام، زارني بكل تواضع في مكتبي، ثم حينما أشرف على الأنشطة الثقافية في جمعية الثقافة والفنون بجدة، اختارني من ضمن الذين اختارهم لنشتغل على الجوانب الثقافية في الجمعية. ثم تعمقت علاقتي به من خلال اللقاءات التي كانت تجمعنا، فأحببته وأحبني وتقاربت القلوب والأرواح، وقد فوجئت به قبل عام من الآن حينما كنت وكيلاً لكلية الاتصال والإعلام للدراسات العليا والبحث العلمي، يتصل بي ويرغب في زيارتي، قلت أنا سأزورك ولا تتعب نفسك فرد بكل نبل وأصالة وتواضع أنا في الطريق لمكتبك، وهو عبر هذه السنوات لم تغيره المناصب ولا المكانة الاجتماعية التي وصل إليها، لأنه العالم والمثقف والناقد والشاعر الذي زاده علمه وثقافته تواضعاً وخلقاً ونبلاً، فضلاً عن أنه من أسرة عريقة لها مكانتها في قبيلة هذيل العريقة. معالي الدكتور عبدالله المعطاني موسوعة ثقافية اجتماعية تاريخية، فحينما يتحدث عن موضوع أدبي أو ثقافي تظنه يقرأ من كتاب أمامه، فهو يتحدث برؤية وبصيرة ومعرفة. وحينما يتحدث عن التاريخ الأدبي أو الاجتماعي فكأنما ينطلق من تخصص علمي في التاريخ رغم تخصصه في الأدب والنقد، وما ذلك إلا لأنه قارئ متنوع وفاحص وعميق. يأتي تكريمه من نادي جدة الأدبي الثقافي عرفاناً بالدور الثقافي الذي لعبه عبر مسيرته الطويلة من خلال النادي أو جمعية الثقافة والفنون أو من خلال العمل الأكاديمي أو من خلال المؤتمرات والندوات واللقاءات الثقافية أو من خلال الدراسات والمؤلفات التي أثرى بها الساحة الثقافية. يأتي هذا التكريم في ملتقى قراءة النص، وبمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيس نادي جدة الأدبي الثقافي، هذا النادي العريق الذي كان علامة فارقة في تاريخ الأدب والثقافة السعودية والعربية من خلال منبره ومجلاته وكتبه التي أصدرها لأبرز المثقفين السعوديين والعرب. عبدالله المعطاني أنموذج للمثقف الأصيل والنبيل.