من الموتِ حتى الموتِ لا حيَّ يعرفُ لماذا نغنّي ثم نبكي وننزفُ؟ طريقٌ إلى المأوى البعيدِ ولا نرى سوى ما رواه الأقدمون وألّفوا حكاية ذاك الدمع جفّتْ، ولحنُها إلى اليوم في النايات لا يتوقفُ دفنّا وصايا الله في تربة السما وصرنا جياعًا من رُبى الخلد نقطفُ نسير وفي أجوافنا غصة النوى وفي كل دربٍ راحلون تخففوا.. ويسري بنا ما بين شوقٍ وآخرٍ إلى عالم الأرواحِ مدّاحُ يعزفُ نميل مع المدّاح، لا شيء فوقنا فنحن عراةٌ بالهوى نتلحفُ ونهتز بالرقص العظيم كأننا هواةٌ على أمواجنا نتعطفُ ضعيفون في البلوى عظيمون في المنى ويسمو بنا للمستحيلات مصحفُ قرأنا أمانينا على عتباتنا وطيرُ البلايا حائماتٌ تَخطّفُ نُحب ونزداد اشتعالًا ورغبةً وفي لجة الأشواق بالموت نعصفُ نموت وتُحيينا الحكاياتُ والرؤى ونشرب نخب الفانياتِ ونقصفُ ولا ننتهي، عَوْدًا لبدءٍ فمنتهى وفي كل روحٍ للبدايات متحفُ.. مرايا لأطفال الوجود.. وأُمُّنا تخطُّ بنا ما سوف نتلو ونعرفُ روائيةٌ أُوْلى تحوك خيوطنا شخوصًا بما شاءت لنا الأم نهرفُ حواةً نُسلّي في الجحيم اغترابنا كأنّا أفاعي الماء نلهو ونلقفُ